| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في ظل التحديات البيئية المتزايدة، يُبرز الإعلام البيئي كقوة محورية لدعم الاستدامة البيئية وتعزيز الوعي العام. في هذا السياق، التقت "الثائر" مع فادي غانم ، رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وأسعد سرحال ، مدير جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، للحديث عن دور الإعلام الأخضر ومبادرة "Hima EcoMedia" كأول حمى إعلامي مستدام في العالم.
دور الإعلام الأخضر في ظل التغيرات المناخية - فادي غانم
س: كيف ترى دور الإعلام الأخضر في مواجهة التغيرات المناخية؟
فادي غانم: يشهد العالم اليوم تغيرات مناخية غير مسبوقة تؤثر على البيئة والاقتصاد والمجتمعات البشرية. تشير التقارير العلمية، مثل تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية ارتفع بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ العصر الصناعي. في هذا السياق، يبرز الإعلام الأخضر كأداة حيوية لزيادة الوعي البيئي وتحفيز العمل الجماعي نحو حلول مستدامة.
يقوم الإعلام الأخضر بتوعية الجمهور بمخاطر التغير المناخي مثل ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجليد، وتزايد وتيرة الكوارث الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في التأثير على السياسات العامة من خلال الضغط على صناع القرار لاعتماد سياسات بيئية مستدامة، وتحفيز المشاركة المجتمعية لتبني ممارسات صديقة للبيئة.
س: ما هو الدور الذي يلعبه "غدي نيوز" في هذا السياق؟
فادي غانم: يُعتبر "غدي نيوز" منصة إعلامية رائدة في تغطية القضايا البيئية. نحن نركز على تقديم تقارير شاملة عن التحديات البيئية، وتسليط الضوء على المبادرات الناجحة، وتعزيز الثقافة البيئية. على سبيل المثال، نغطي تأثير التغير المناخي على التنوع البيولوجي وأهمية الحفاظ على الأنظمة البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، ندعم خطة "30x30" التي تهدف لحماية 30% من اليابسة والمحيطات بحلول عام 2030. تُظهر دراسات بيئية أن حماية هذه النسبة يمكن أن تقلل من فقدان الأنواع بنسبة تصل إلى 50% وتعزز قدرة الأنظمة البيئية على مقاومة تغير المناخ.
الحمى ودور "غدي نيوز" كأول حمى إعلامي مستدام في العالم - أسعد سرحال
س: ما هو مفهوم الحمى وكيف يرتبط بالإعلام؟
أسعد سرحال: الحمى هو مفهوم بيئي تاريخي يُشير إلى نظام إدارة الموارد الطبيعية بشكل جماعي ومستدام. يعود هذا المفهوم إلى أكثر من 1400 عام، حيث كانت المجتمعات التقليدية تعتمد على نظام الحمى لحماية الأراضي والمياه والمراعي لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
في العصر الحديث، توسع هذا المفهوم ليشمل ليس فقط حماية الموارد الطبيعية ولكن أيضًا تعزيز الوعي البيئي من خلال الإعلام. نحن نؤمن أن الإعلام يمكن أن يكون أداة فعالة لحماية البيئة تمامًا كما هو الحال مع إدارة الموارد الطبيعية، وذلك من خلال نشر المعرفة البيئية وتعزيز الممارسات المستدامة.
س: كيف يساهم "غدي نيوز" في تطبيق هذا المفهوم؟
أسعد سرحال: لقد أطلقنا مع جمعية غدي مبادرة"Hima EcoMedia"، لتكون أول حمى إعلامي مستدام في العالم. من خلال هذه المبادرة، نعمل على نشر الوعي البيئي وتعزيز المشاركة المجتمعية. نحن نسلط الضوء على حلول مستدامة قائمة على الطبيعة، مثل إدارة الغابات بطريقة تقلل من خطر الحرائق وتعزز التنوع البيولوجي.
كما نعمل على التعاون مع منظمات الحمى الأخرى لدعم الجهود البيئية عالميًا، مثل برامج استعادة النظم البيئية ومشاريع الحفاظ على الحياة البرية، مما يسهم في تعزيز الترابط البيئي بين الإعلام والعمل البيئي الفعلي.
الشراكة بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان
س: كيف تصفون الشراكة بين الجمعيتين في إنشاء "Hima EcoMedia"؟
فادي غانم: الشراكة بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان تُجسد التزامنا المشترك بالاستدامة. نحن نوحد جهودنا لدمج الخبرات الإعلامية مع الخبرات البيئية لتحقيق أهدافنا المشتركة. يتيح هذا التكامل إنتاج محتوى إعلامي علمي دقيق يدعم قرارات السياسات البيئية.
أسعد سرحال: هذه الشراكة ليست مجرد تعاون بين مؤسستين، بل هي منصة لتعزيز الثقافة البيئية والمشاركة المجتمعية ودعم المبادرات البيئية على المستويين المحلي والعالمي. نحن نركز على بناء شبكات من الإعلاميين والخبراء البيئيين لنشر المعرفة وتعزيز العمل البيئي.
خاتمة:
من خلال هذه المبادرة الفريدة، يُعيد "غدي نيوز" تعريف دور الإعلام ليكون شريكًا فعالًا في حماية البيئة وتعزيز الاستدامة. إن "Hima EcoMedia" يُبرز أهمية الإعلام كجزء لا يتجزأ من الجهود البيئية العالمية، ويقدم نموذجًا يُحتذى به في كيفية دمج التراث مع الابتكار لتحقيق مستقبل أكثر استدامة. بفضل التعاون بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان، يُمكن للإعلام أن يتحول إلى قوة دافعة نحو التغيير الإيجابي في مواجهة تحديات التغير المناخي العالمية.
