تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بدأتْ أصداءُ زيارةِ وفدِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ إلى لبنانَ تتردَّدُ في الاوساطِ النيابيةِ كما الوزاريةِ كما الاعلاميةِ،
نظراً لحجمِ لغةِ الإستقواءِ التي مارسَ فيها الوفدُ جولتهُ على المسؤولينَ اللبنانيينَ،
وسلسلةُ الطلباتِ التي إعتبرَ أنها بديهيةٌ بعدَ سنواتٍ على "نكثِ لبنانَ بوعودهِ"،
وكأنَّ لبنانَ البلدُ الذي ينبعثُ في كلِّ مرَّةٍ وحيداً منْ تحتِ الرَّمادِ بحاجةٍ لوصفاتِ مجموعةِ موظفينَ مأمورينَ لإرادةِ المجتمعِ الدوليِّ، يحاولونَ ممارسةَ ضغوطهمْ على لبنانَ،
وإلاَّ فإننا سنكونُ امامَ الجوعِ والفقرِ وعدمِ قدومِ الإستثماراتِ إلى لبنانَ وغيرها.
وللأمانةِ،ولْنقلْها بجرأةٍ وبصراحةٍ:
ألم يستمرَّ البلدُ ويصمدُ طوالَ خمسِ سنواتٍ منْ دونِ وصفاتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ ومنْ دونِ شروطهِ التعجيزيةِ،
ومنْ دونِ ملياراتهِ الثلاثةِ التي "ومنْ الغريبِ" أنها أختفتْ هذهِ المرَّةَ منْ قاموسِ البعثةِ؟
***
وها هو الاقتصادُ اللبنانيُّ ومع التعاميمِ الصادرةِ عنْ مصرفِ لبنانَ والتي فيها منْ "الهيركات ما يكفي"، بدأ ينهضُ بالحدِّ الأدنى.
وتكفي اموالُ المغتربينَ والسُيَّاحِ اللبنانيينَ لتضخَّ في البلادِ كلَّ صيفٍ، ستةً الى سبعةِ ملياراتِ دولارٍ (هذا إذا أستثنينا طبعاً حالةَ الحربِ التي وقعنا فيها).
***
فلماذا الخضوعُ إذاً لتعليماتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ الذي يُجبرُ الحكومةَ اللبنانيةَ اليومَ على ارسالِ مجموعةِ قوانينَ إلى مجلسِ النوابِ قبلَ موعدِ إنعقادِ اجتماعاتِ الصندوقِ في واشنطن اواسطَ نيسان /ابريل،
وأبرزها إلغاءُ السرِّيةِ المصرفيةِ وإعادةُ هيكلةِ المصارفِ،
زائدُ محاولةِ فرضِ مواصفاتٍ لحاكمِ البنكِ المركزيِّ، ملمِّحينَ إلى بعضِ الاسماءِ التي يُحبِّذونَ العملَ معها،
ويلاقيها منْ الإتجاهِ نفسهِ الرئيسُ الفرنسيُّ ايمانويل ماكرون الذي يريدُ "زجَّ نفسهِ" بالشاردةِ والواردةِ اللبنانيةِ، وآخرها خلالَ اتِّصالهِ بالرئيس نواف سلام حيثُ طالبَ "بنسبةٍ" فرنسيةٍ،
لتعيينِ حاكمٍ للمركزيِّ، فهلْ يكونُ جهاد ازعور ام كريم سعيد، ام لا هذا ولا ذاك، والانتظارُ حتى يومِ الخميسِ؟