تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
تنبري صحيفة "التايمز" البريطانية بين الحين والآخر، لتلفيق أخبار حول لبنان والجيش اللبناني، في محاولة واضحة لدس السم، وتشويه صورة لبنان وجيشه وضباطه.
ففي غمرة العدوان الإسرائيلي على لبنان، نشرت الصحيفة خبراً، عن أن حزب الله يُخبئ صواريخه في مطار بيروت، مما دفع السلطات اللبنانية إلى تنظيم جولة لبعض السفراء والإعلاميين داخل المطار، لدحض مزاعم الصحيفة.
ونشرت الصحيفة أخباراً عديدة عن مراكز مدنية في بيروت، وبعض المدن والقرى اللبنانية، وادعت أن حزب الله يستخدمها لتصنيع الاسلحة والصواريخ وتخزينها، وكتبت تقارير عن بناء الحزب لانفاق خارج الضاحية الجنوبية، في محاولة لإثارة الفتن الطائفية بين الحزب وسكان تلك المناطق.
وآخر ابداعات الصحيفة ما نشرته منذ يومين عن أن العميد سهيل حرب، المسؤول عن المخابرات في منطقة الجنوب في الجيش اللبناني، سرّب معلومات لحزب الله من غرفة عمليات لجنة مراقبة وقف اطلاق النار، وكانت الصحيفة قد تحدثت في مقالات سابقة، عن وجود تعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله، واتهمت الجيش بأنه لا يقوم بما هو مطلوب منه لتنفيذ الاتفاق، وأنه غير جاهز للانتشار في الأماكن التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
من الواضح أن هناك أصابع إسرائيلية خفية داخل صحيفة "التايمز"، التي لا تنفك عن تلفيق الأخبار الكاذبة، في محاولات مكشوفة للنيل من سمعة الجيش اللبناني وضباطه.
لا تُرفق الصحيفة البريطانية مقالاتها بأي دليل على صحة ما تورده من أخبار كاذبة، وهي تعمل بطريقة "أكذب أكذب حتى يصدقك الناس".
ردت قيادة الجيش اللبناني على الصحيفة ببيان مقتضب، نفت فيه التلفيقات المفبركة والمزاعم، حول بعض ضباط الجيش، وأكدت أن عناصر الجيش ينفذون المهام الموكلة إليهم بكل مهنية وانضباط وحرفية، ويتلقون الأوامر فقط من قيادتهم.
أما في ما أوردته الصحيفة عن العميد سهيل حرب وتعمّدها ذكره بالاسم، فقد أرادت من خلال ذلك تشويه صورة الجيش اللبناني وضباطه، وتجاهلت أموراً عديدة، أولها الثقة والاحترام الذي تكنّه قيادة اليونفيل للعميد حرب تحديداً، وهي التي اختبرته وتعمل معه منذ أكثر من أربع سنوات، وخاصة القوات الفرنسية والاسبانية والايطالية، وضباط وعناصر من أكثر من سبعين دولة، احتكوا به، وهم يعلمون جيداً مدى نزاهته وشفافيته ودقته ووطنيته في العمل، ولم يكن هناك طيلة هذه المدة، أي ملاحظة لدى القوات الدولية على أداء الضابط المذكور، الذي يحرص دائماً على التعاون التام مع القوات الدولية، ومنع ويمنع أي خلاف بينها وبين أهالي وسكان المنطقة.
العميد حرب مثله مثل كل ضباط المؤسسة العسكرية، يتبع تعليمات القيادة العسكرية، وهو يمثّل سلطة الدولة اللبنانية، ولا ينتمي لأي جهة حزبية، ومحظور عليه وعلى جميع الضباط العمل السياسي، وعلاقته بكل القوى السياسية والحزبية تنطلق من القانون وتطبيق التعليمات الواردة من القيادة.
لن نكشف عن تاريخ وتفاصيل عمل العميد حرب العسكري المشرّف، الذي يشهد له في محطات وطنية عديدة، لأن ذلك يخص قيادة الجيش، ونكتفي فقط بالإشارة إلى ما يعرفه اللبنانيون، وخاصة سكان منطقة الجنوب، الذين عرفوه عن قرب، ويعلمون جيداً أنه من أكفأ الضباط، وأكثرهم حرصاً على تطبيق الأنظمة والقوانين، ولا يميز في تعامله بين لبناني وآخر، وليس له أي انتماء حزبي، وانتماؤه فقط للمؤسسة العسكرية ومصلحة لبنان.
لقد تمادت صحيفة "التايمز" في اعتداءاتها المتكررة على لبنان وجيشه وضباطه، وهذا يستدعي من السلطات المعنية أكثر من مجرد بيان نفي أو استنكار، فالمطلوب الاحتكام إلى القانون، واللجوء إلى القضاء، لوضع حد لهذه التلفيقات التي تنال من سمعة لبنان وجيشه وضباطه، وباتت بعض المقالات الصحفية، تشكل في بعض الأحيان، مواد تحريض على الفتنة، وتبرر للعدو الاسرائيلي استهداف الاعيان المدنية، كالمطار والمستشفيات والمساكن المدنية، ومحاولة دنيئة لتشويه سمعة بعض الضباط، والإساءة إلى دور الجيش اللبناني.