تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تتزاحمُ الدعواتُ العربيةُ والدوليةُ للرئيس جوزف عون لزياراتٍ رسميةٍ إليها، كمظاهرَ إحتفاليةٍ بانتخابِ رئيسٍ جديدٍ بعدَ سنتينِ منْ الفراغِ،
لكنَّ العهدَ الذي أقلعَ بفرحٍ شعبيٍّ نغَّصتْ عليهِ تقليعةُ تشكيلِ الحكومةِ التي لا تزالُ في غرفةِ العنايةِ لدى نواف سلام المتأرجحِ بينَ سلَّةِ المعاييرِ،
والضائعِ بمطالبِ الاحزابِ والقوى والكتلِ والمجموعاتِ الثوريةِ التي تحيطُ بهِ، ونادي "اصدقائهِ"،
الذي يعودُ الزمنُ بهمْ إلى حركاتِ اليسارِ والمقاومةِ الفلسطينيةِ في سبعينياتِ القرنِ الماضي،
وما يُحزنُ أنَّ البهجةَ التي كانتْ تحيطُ بإنطلاقةِ العهدِ بدتْ وكأنها تتراجعُ نظراً لتعثُّرِ الحكومةِ بالاقلاعِ، اولاً:
لعدمِ خبرةِ الرئيسِ المكلَّفِ بتعقيداتِ البلادِ،
وثانياً لرهنِ نفسهِ بمجموعةِ مطالباتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ جعلتهُ أسيراً لعناوينَ شعبويةٍ وهي في الواقعِ يمكنُ أنْ تأخذَ البلادَ إلى محلاتٍ لا يمكنُ التكهنُ بها،
فأيهما أحسنُ؟
ما تُدفعُ إليهِ البلادُ منْ صراعاتٍ مذهبيةٍ وطائفيةٍ وحزبيةٍ قد تعودُ بالدمِ إلى الشارعِ منْ جديدٍ ام اصلاحاتٌ تدريجيةٌ وحكومةٌ واقعيةٌ تتعاملُ مع الامورِ بهدوءٍ،
خصوصاً أنَّ اجواءَ واشنطن لا تضعْ فيتو على اسماءَ في الحكومةِ ولا سيَّما اسمُ ياسين جابر.
فلماذا تُزجُّ البلادُ في اجانداتٍ داخليةٍ مشبوهةٍ وبرامجَ خارجيةٍ إملائيةٍ تعودُ بلبنانَ إلى وصاياتٍ خارجيةٍ.
***
وها نحنُ وعلى وقعِ الطيرانِ الحربيِّ الاسرائيليِّ الذي ارعبَ بيروتَ وكسروان في رحلتهِ الليليةِ لقصفِ البقاعِ خارقاً وقفَ النارِ،
نعودُ إلى نغمةِ تشكيلِ حكومةِ امرٍ واقعٍ كيفما كانَ،
ستأخذُ دعمَ وثقةَ المجتمعِ الدوليِّ وبعضِ الداخلِ، ولتحكُمَ كيفما كانَ، حتى ولو حكومةُ تصريفِ اعمالٍ.
فهلْ هكذا نريدُ للعهدِ أنْ يقلِّعَ تقليعةً عرجاءَ بمنْ حضرَ وكيفما كانَ؟
الاوطانُ لا تُبنى بالاحقادِ ولا بالنكاياتِ ولا بالإقصاءِ ولا بالتهميشِ.
فلْنتعظْ مِما جرى، ولْنتطلعْ إلى الامامِ!