تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
3754 شهيداً منذُ بدايةِ الحربِ على لبنانَ، هذا رقمٌ رسميٌّ تعلنهُ وزارةُ الصحةِ اللبنانيةِ مساءَ الاحدِ فيما الرقمُ لا يتخطى المئةَ قتيلٍ في اسرائيلَ منذُ اوَّلِ اوكتوبر 2023.
هذهِ عيِّنةٌ صغيرةٌ منْ عجائبِ حكايا "الحمايةِ" التي كانَ يؤمِّنها "الحزبُ" للناسِ تحتَ ألفِ عنوانٍ وعنوانٍ، فيما المسيَّراتُ تقضُّ مضاجعَ الناسِ في الليلِ والنهارِ،
اما الغاراتُ فلا ترحمُ مدينةً وبيتاً وحيَّاً، لتدمِّرَ في الوقتِ نفسهِ،
الذي يتوغَّلُ فيهِ الجيشُ الاسرائيليُّ جنوباً جارفاً المنازلَ وناسفاً احياءَ وبلداتٍ بكاملها.
هذا كلُّهُ لنصلَ إلى إجواءٍ إيجابيةٍ صادرةٍ منْ واشنطنْ وتل ابيب عنْ أنَّ اسرائيلَ،
أعطتْ الضوءَ الاخضرَ لإبرامِ صفقةِ وقفِ إطلاقِ نارٍ مع لبنانَ بالتزامنِ مع كلامٍ عنْ ضماناتٍ اميركيةٍ تُعطى لتل ابيب لحريةِ التدخُّلِ في لبنانَ.
***
وهذا كلُّهُ طبعاً ينتظرُ لحظةً ينتهي فيها الاسرائيليُّ مْن الرَّسمِ على الارضِ حدودَ ما يريدهُ بالاتفاقِ الخطيِّ.
وهذهِ مسألةُ ايامٍ يُكرِّسُ فيها بالنارِ الشروطَ التي أملاها على لبنانَ لدرجةٍ سيعجزُ فيها لبنانُ عنْ أنْ يقولَ "لا" امامَ واقعِ التَّدميرِ والقتلِ المنهجيِّ.
ولعلَّ تفاصيلَ تطبيقِ الاتفاقِ ستكونُ مقدِّمَةً لأزمةٍ داخليةٍ كبيرةٍ،
خصوصاً عندما ستشترطُ اسرائيلُ عبرَ لجنةِ الرقابةِ التدخُّلَ في عودةِ كلِّ مواطنٍ منْ مواطني القرى وطريقةِ بناءِ او تشييدِ أيِّ مبنى وصولاً ربَّما إلى التدخُّلِ باسماءِ العناصرِ المنتشرةِ.
***
وهذا كلُّهُ يجري بعيداً عنْ رقابةِ مجلسِ النوابِ والنوابِ والوزراءِ، وكأنَّ البلادَ صارتْ حِكراً على رئيسِ مجلسِ النوابِ ومستشاريهِ وعلى رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ ومستشاريهِ (ونِعْمَ المستشارينَ)،
منْ دونِ أنْ يعرفَ اللبنانيونَ على ماذا يتفاوضونَ وعمَّا تنازلوا ولماذا وقعتْ الحربُ، وهلْ ستقعُ منْ جديدٍ؟
وما إذا كانتْ المدارسُ التي تفتحُ وتُغلقُ فقط لتشليحِ اهالي الطلابِ اموالهمْ، ستقفلُ ام سيُكمَلُ العامُ الدراسيُّ (هذا على سبيلِ المثالِ فقط)..
قرارٌ بالحربِ يُتَّخذُ إفراديَّاً وقرارٌ بالإستسلامِ يُؤخذُ ايضاً إفراديَّاً.. أينَ الشعبُ؟