تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
مفاوضات وقف نار أم مفاوضات قتل وملاحقة لكوادر حزب لله، وتدمير فوق التصوّر للأبنية والمحلات والنشاط الصحي والاقتصادي والمدني، وتعزيز الضربات خارج الميدان الحقيقي، لفرض صيغة اتفاق، يكرّس بالموافقة والضمانات الدولية تعزيز التفوق وحرية الحركة لجيش العدوان بالتصرف وفقاً لما يشاء ويرغب، في حال وقف النار..
صورة المشهد هذه، تشكلت على خلفية الاعتداءات التي وصلت الليل بالنهار، سواء بالغارات أو القصف، أو الاستهداف لمسؤولين في الحزب خلال ساعات قليلة خاصة بين اغتيال مسؤول وحدة العلاقات الاعلامية في حزب لله الشهيد محمد عفيف باستهداف مركز حزب البعث العربي الاشتراكي في رأس النبع، حيث كان يرأس اجتماعاً للوحدة هناك، واستهداف مسؤول عسكري للحزب في الجنوب وتردد انه يدعى محمود ماضي.
وتأتي هذه الاغتيالات بعد يوم حافل بالتصعيد من الجنوب الى الضاحية الجنوبية وبعلبك، مع الاشارة الى تصعيد المواجهات البرية بين جيش الغزو الاسرائيلي والمقاومة الاسلامية في القطاعات الامامية من الغربي الى الشرقي، حيث دارت معارك ضارية، واعترف جيش الاحتلال بسقوط جنديين له في المعارك.
وعشية وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت غداً الثلاثاء، على ان يكون في اسرائيل الاربعاء، كما بات معروفاً، توافق نتنياهو ووزير دفاعه كاتس على تكثيف الضغط بالنار على لبنان لقبول الورقة المطروحة من دون اتخاذ اي اجراءات تعديلية تتعلق بعدم الموافقة على حرية الحركة للجيش الاسرائيلي في الجنوب ولبنان.
وتسلمت عين التينة مساء امس رد حزب لله وملاحظاته على الورقة الاميركية على ان تسلم للسفارة الاميركية التي سترسلها الى واشنطن ليبنى على الامر قرار زيارة هوكشتاين الى بيروت.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التركيز منصب حاليا على ملف وقف إطلاق النار، في الوقت الذي ينعدم فيه التوقع النهائي بشأن مصيره، على أن هناك ثوابت محددة لن يخرج عنها لبنان، في حين أنه ليس معلوما ما إذا كان الجانب الإسرائيلي يقبل بالقرار الذي يتم ترتيبه وإن زيارة هوكشتين تحرك العمل التفاوضي لكن قد لا تمنح الضوء الأخضر لبت الأمر في انتظار اجواء لقائه مع الجانب الإسرائيلي.
إلى ذلك اعتبرت المصادر أن نقاطا أساسية في مسودة وقف إطلاق النار تخضع للتشاور اللبناني، وإن ما يقدم إلى هوكشتين هو عبارة عن موقف متكامل من مسألة القرار ١٧٠١ ونشر الجيش وغير ذلك بما يتوافق مع ما خرج من القمة العربية الإسلامية.
لكن معلومات تحدثت عن ان الاغتيالات التي حصلت امس ضد كوادر حزب لله عقدت الموقف رغم بروز «ايجابيات» في الرد.
وفي المعلومات ان لبنان ابلغ واشنطن موافقته على اقتراح وقف النار، وان هوكشتاين سيصل الى بيروت غداً لاعادة قراءة بعض المصطلحات بما لا يتعارض مع الدستور اللبناني.
وترأس بنيامين نتنياهو (رئيس مجلس الحرب) اجتماعاً امنياً في مقر وزارة الامن الاسرائيلية لبحث مصير التسوية مع لبنان.
وفي بيروت، اعرب الرئيس نجيب ميقاتي عن أمله في أن تسفر الاتصالات الجارية عن وقف لاطلاق النار تمهيداً الى المرحلة الثانية المتعلقة بتنفيذ القرار 1701.
واذا كانت الاجواء والتسريبات الاميركية – الاسرائيلية اصبحت معروفة حول مضامين هذه الورقة او عناوينها الرئيسية، فإن السؤال يبقى حول الموقف الفرنسي من هذه الورقة وما ورد فيها من اقتراحات سبق واعلن لبنان الرسمي رفضه لها.
وفي حين تردد ان هوكشتاين سيزور باريس اليوم الاثنين قبل زيارته بيروت الثلاثاء، ثم تل ابيب الاربعاء، فإن الموقف الفرنسي قد يكون «ضابط ايقاع» في النقاش مع الاميركي حول التفاصيل والشروط التي يطلبها الكيان الاسرائيلي ويوافقه عليها الاميركي، خاصة ان احداً لا يعلم بالضبط ما هي التفاصيل المخفية في الاتفاق الاميركي – الاسرائيلي، ولكن ستكون بالتأكيد حسب بعض التسريبات العبرية والاميركية في مصلحه اسرائيل.
واوضحت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» انه لم يتم الابلاغ عن زيارة هوكشتاين الى باريس اليوم، وفي حال زارها سيكون النقاش مركزاً حول ما يمكن ان يقبل به لبنان وتقبل به اسرائيل ايضاً بما يؤمّن وقف الحرب والدمار والكلفة على الشعب اللبناني. وقالت المصادر: ان فرنسا سبق وابلغت الاميركيين واسرائيل ان بعض الشروط الاسرائيلية التي اضيفت في ورقة هوكشتاين الجديدة على ورقة الرئيسين الفرنسي ماكرون والاميركي بايدن في ايلول الماضي من الصعب ان يقبلها لبنان، لا سيما الضمانات التي تطلبها اسرائيل على حساب سيادة لبنان، وتعديل لجنة المراقبة الثلاثية وآلية عملها وغيرها من نقاط.
لكن المصادر اكدت ان مجرد وجود فرنسا في اللجنة الى جانب الاميركيين يحقق نوعاً من التوازن فيها بإعتبار فرنسا هي اكثر الاصدقاء التي تراعي مصالح لبنان، وقد اكد ذلك الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي. واشارت الى ان همّ فرنسا الاساس هو وقف الحرب لذلك فهي وافقت منذ البداية على اي جهد او محاولة او مسعى لوقف الحرب فورا تخفيفاً لمعاناة اللبنانيين. وهي تسعى بل وتضغط لوقف الخروقات الجوية والبرية الاسرائيلية وتسعى ليكون هذا من ضمن التعهدات والتطمينات للبنان.
وترى المصادر الدبلوماسية ان القرار بوقف الحرب او عدمه بيد نتنياهو، ولم يعُد سراً ان نتنياهو لم يعد يراهن على ما يمكن ان يقدمه له الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جو بايدن بعد نحو شهرين، لكنه لا شك يراهن على ما يمكن ان يقدمه له الرئيس المنتخب دومالد ترامب، خاصة ان الادارات الاميركية المتعاقيبة ديموقراطية او جمهورية طالما مَدّت اسرائيل بكل اسباب الحياة والبقاء وهي الان تفتح لنتنياهو كل مخاون السلاح واعطته «كارت بلانش» ليفعل ما يريد.
على هذا، اذا صحت المعلومات عن زيارة لهوكشتاين الى باريس اليوم قبل بيروت. يَفترض لبنان ان فرنسا ستكون الى جانبه لجهة ما يعني «تلطيف» بعض مضمون وشروط الورقة الاميركية– الاسرائيلية»، لأنه ما لم يوافق عليها لبنان ستبقى ورقة اميركية– اسرائيلية لا قيمة لها، وستبقى الحرب قائمة الى اجل غير مُسمّى.
وفي اطار التسريبات الاسرائيلية، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مسؤولين أميركيين واسرائيليين قولهم: إن هناك تقدماً في المحادثات نحو وقف إطلاق النار بين الكيان وحزب لله. وقال المسؤولون: القضية التي لم تحل بعد هي مطالبة إسرائيل بحرية العمل عسكريا في لبنان.
كما نقلت قناة العربية– الحدث عن مصادر سياسية لبنانية قولها: على عكس ما كان متوقعا زيارة هوكشتيان لن تحمل إيجابيات.
المصدر: اللواء