تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
رئيس تحرير موقع "الثائر" اكرم كمال سريوي -
على ماذا يقوم الاقتصاد الإسرائيلي، وكيف تستطيع إسرائيل أن تُنفق هذه المبالغ الطائلة، وتحتمل خسائر مالية ضخمة بمئات مليارات الدولارات، في حروب متتالية، واستنزاف يومي؟؟؟!!!
يبلغ ثمن طائرة F-35 مئة مليون دولار، وتُخصص الولايات المتحدة الأمريكية منحة سنوية لإسرائيل بقيمة 3,5 مليار دولار، واتبعتها هذا العام بعدّة شحنات ذخيرة، ليس آخرها ما أعلنت عنه إدارة الرئيس بايدن في آب الماضي، عن صفقة مساعدات بقيمة 20 مليار دولار، تضمُّ 33 الف قذيفة دبابات، و50 الف قذيفة مدفعية، و50 طائرة F-15 محدّثة.
وبالإضافة إلى ذلك زوّدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل، بالقذائف الفتاكة، من نوع "Mk-84" التي يبلغ وزنها 900 كيلوغراماً، وإصدارات أخرى من قنابل "مارك 80"، وهي "Mk-81" بزنة 113 كيلوغرام، و"Mk-82" زنة 226 كيلوغرام، و"Mk-83" زنة 453 كيلوغرام.
إن 40 بالمائة من وزن كل قنبلة، هو من خليط شديد الانفجار، أما الباقي فيمثل الهيكل والغلاف المكون من الفولاذ، الذي تنتشر أجزاؤه عند انفجار القنبلة فوق الأرض، على شكل شظايا حادة تمزق الأجسام البشرية، وتصيب الأشخاص بالعجز أو الموت، في حال كانوا موجودين على مسافة تصل إلى 182 متراً عن مركز الانفجار.
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية هذا النوع من القنابل في حرب فيتنام، لضرب الجسور وهدم المباني الكبيرة. وكانت لا تصيب أهدافها بدقّة، وتساقطت أحياناً على الجنود الأمريكيين. ثم عمدت الشركة المُصنّعة إلى تحديثها ودمجها مع مجموعة التوجيه "Paveway" أو "JDAM"، التي تعمل مع الأقمار الاصطناعية ونظام GPS الأمريكي.
وتستخدم إسرائيل نوعاً آخر من القنابل، يبلغ وزنها 900 كيلوغراماً تُسمّى "BLU-109"، ويمكنها اختراق الأرض للوصول إلى أهداف معينة داخل الأنفاق، وبعضها يصل إلى عمق بين 15 إلى 30 متراً.
من الواضح أن الالتزام الأمريكي بأمن وحماية إسرائيل، لا يقتصر على تقديم السلاح والذخائر والخبرات العسكرية والتكنولوجيا والمعلومات، بل يتعدّى ذلك للتدخل المباشر، وارسال المدمرات وحاملات الطائرات، ونشر افضل منظومات الدفاع الجوي والرادارات والطائرات في القاعدة الأمريكية في النقب.
هذا طبعاً يضاف إلى المساندة السياسية والدبلوماسية، بالترويج لسردية إسرائيل بحقها في الدفاع عن النفس، وإخفاء حقيقة أنها سلطة احتلال تنتهك القوانين الدولية، وتقتل وتهجر وتبيد الشعب الفلسطيني.
ورغم كل انتهاكات إسرائيل، ما زالت أمريكا تمنع صدور أي إدانة لهذه الجرائم من قبل مجلس الأمن، وتُهدّد محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، من مغبة اتخاذ أي قرار بحق إسرائيل وقادتها.
وكذلك يتم إغداق المساعدات المالية والاقتصادية على إسرائيل، والتي تمثّلت بمضاعفة القوانين الهادفة لحماية المنتجات الإسرائيلية، من نظام المقاطعة "بي دي اس".
لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية، أن تُقنع العالم بأنها حريصة على حقوق الإنسان، وانها تطالب إسرائيل بعدم استهداف المدنيين، ثم تُقدّم لها هذا الكم الكبير من المساعدات، والقنابل الفتاكة التي تتساقط على رؤوس المدنيين الأبرياء في فلسطين ولبنان.
تعتمد أمريكا سياسة الاحتواء المزدوج في جميع أنحاء العالم، حتى مع أصدقائها وحلفائها، فهي مثلاً تتحالف مع تركيا في الناتو، وفي نفس الوقت تساند الأكراد ضد تركيا.
وفي قضية فلسطين، تطرح حل الدولتين لإرضاء العرب، ولا تفعل شيئاً لتحقيقه، أو لمنع إسرائيل من زيادة الاستيطان في الضفة الغربية، ووقف عمليات قتل وتهجير الفلسطينيين وانتهاك مقدسات المسلمين.
ثم يأتي هوكشتاين (الذي كان سابقاً ضابطاً في الجيش الإسرائيلي) إلى لبنان، ويحاول أن يلعب دور الوسيط، فيما هو يقاتل بشراسة، دفاعاً عن السردية والمصلحة الإسرائيلية، وينقل التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان.
"أعرف عدوك" !!! هو مبدأ أساسي لتحقيق النصر، في أي مواجهة أو حرب.
عندما أوجد الغرب الاستعماري إسرائيل، لم يكن ذلك حباً باليهود أو حرصاً على مصلحتهم. فأن تجمعَ اليهودَ من مختلف بقاع الأرض، وتزجَّ بهم في آتون النار في فلسطين، هذا يشبه إلى حد كبير ما فعله هتلر بالبعض منهم، في الحرب العالمية الثانية بعد أن اكتشف خيانتهم له وتآمرهم عليه (بالرغم من تضخيم دعاية تلك المجازر النازية، التي ارتكب هتلر أضعافها، بحق الشعوب السوفياتية، وغيرهم في أوروبا).
أشخاص من كل الأعراق والشعوب، لا يجمعهم شيء، سوى وهم الرابط الديني، فالتناقض هو السمة الأساسية لحظيرة المستوطنين في فلسطين.
أُناس يكادون لا يتفقون على شيء، ولا يجمعهم رأي أو ثقافة، سوى خوفه الآن على المصير. وكل ما في الأمر، أنه تم إغراؤهم ببعض المال، والأراضي المسروقة والمغتصبة من العرب، ووعود واهية بحياة سعيدة ورفاهية عالية.
لم يُدرك اليهود حتى اليوم، من الذي يستغلّهم كوقود في نار ملتهبة، لن تنطفئ جذوتها قبل أن تنفذ ثروات هذا الشرق، الذي طمع وما زال يطمع به المستعمر الغربي.
لقد تحوّل اليهود إلى مجرد أداة، وأمريكا والاستعمار الحديث، يقتلون العرب بأيادٍ إسرائيلية.
لم تنتهِ وظيفة إسرائيل بعد، لكنها أوشكت على النهاية، وعندها سيتركهم "غول" الغرب، فريسة لبحر من الضغينة والأحقاد، التي تركتها جرائمهم المتمادية، بحق أهل فلسطين، وباقي شعوب المنطقة.
إن عدو العرب واليهود واحد، فهو عمد إلى تقسيم هذه البلاد، في ما يسمى اتفاق "سايكس بيكو"، ويتابع اليوم مشروع تفتيت وتخريب دول المنطقة، من العراق وسوريا وليبيا والسودان، وغداً إلى دول أُخرى، ويعمل على إضعافها، ويستخدم إسرائيل واليهود لتحقيق أهدافه.
هي معركة طويلة، وكلما زادت إسرائيل من عدوانها ووحشيتها وقتلها للأطفال والنساء والمدنيين، وكلما اعتقدت أنه يمكن لها أن تتملك الأرض بالمصادرة وقتل وطرد الفلسطينين، كلما حفرت بئراً عميقاً لنفسها، وهاوية لا قعر لها ولا قرار.
لن تحمي التكنولوجيا والطائرات الحديثة، ولا الأسلحة النووية، اليهود في فلسطين، طالما هم أرادوها حرب إبادة لشعب فلسطين، المتجذّر في هذه الأرض، ولن يتخلى العرب، مهما طال الزمن، عن إخوتهم في فلسطين.
إنه مصير محتوم، ونتيجة لا ريب فيها لهذا الصراع، وهي غير خفية حتى على اليهود أنفسهم، ولا على أسيادهم في الغرب، فمَن هو المجرم الذي، زجّ بهم في هذا المستنقع، ومَن الذي أقنعهم بخرافة "أرض الميعاد"، ووهم حياة هانئة في فلسطين؟؟؟!!!
هذه فلسطين مقبرة الغزاة، من هولاكو إلى الصليبين وغيرهم، وكم كان المستعمر خبيثاً عندما فكّر بالنجاة بروحه، قبل أن يلقى مصير الهلاك المحتوم، ليزج باليهود في فلسطين، ويجعلهم في خدمة مصالحه، غير آبه بمصيرهم وحياتهم ومستقبل ابنائهم المظلم، الذي تصنعه أيدٍ مجرمة ظالمة اليوم، حين تقهر وتقتل وتفتك بوحشية بأطفال فلسطين، الذين لا بد لهم أن ينهضوا وينتصروا لحقهم، وينتقموا من جلّادهم، مهما طال الزمن.