تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت ريهام طارق
أبهرت اسرائيل العالم في اغتيالها للإنسانية، بردها العسكري العنيف الممزوج بالغضب والانتقام على هجوم حركة حماس، في السابع من أكتوبر الماضي ، وممارستها لأبشع جرائم الحرب، ومسحها لكل حي ويابس دون رحمة، بدعم ومساعدة أصدقائها المقربين وابرزهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والعديد من الحلفاء الغربيين.
و لكن مع تزايد الخسائر في الأرواح، وبعد مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان الجزء الجنوبي من قطاع غزة بالنزوح جنوباً، في إشارة إلى توسيع العملية البرية إلى الجنوب، وضرب المستشفيات والمدارس التي كانت المكان الوحيد الآمن للمدنيين الفلسطينيين العزل، وقصف النازحين منهم وقتلهم، بعد استجابة الفلسطينيين للنزوح جنوبا، وشن هجوم هدفه الابادة البشرية لشعب غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ووضع البيت الأبيض في مأزق ووضع محرج أمام العالم، مما جعله يتراجع عن موقفه وليس رأيه في أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها.
وبدأ البيت الأبيض في الضغط على إسرائيل لوقف ضرب النار، والتراجع أيضا في دعمها بشكل ملحوظ ، بعد أن أعلنت هيئة الصحة في غزة عن حصيلة عدد الشهداء التي تجاوزت 11 ألف فلسطيني، وكان أغلبهم من الأطفال والنساء ، وخروج الوضع الإنساني في غزة عن السيطرة في هذا الكم الهائل من المجازر.
هل بعد كل هذه المشاهد الدموية يستمر دعم الحلفاء للكيان الصهيوني، من الباطن والادعاء انهم يضغطون على إسرائيل لوقف هذه المهزلة الإنسانية، هل ستكون هناك بالفعل ضغوط دولية لوقف، سيل الدم في غزة، ومنع ارتكاب أبشع جرائم الحرب في حق شعب غزة.
وبعد قصف غزة وتدمير بنيتها التحتية كيف سيتم إعادة بناء غزة وخلق نموذج جديد للتعايش، و متى يمكن أن يحدث وما هي السبل إلى هذا.
في النهاية، هل وصلت حكومة فلسطين بعد كل هذا أننا نبحث عن حل للتعايش بين شعب فلسطين والمحتل الصهيوني وهل هذا اغتيال للقضية الفلسطينية بعد اعتراف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه يعترف بوجود دولة إسرائيل؟.. وهل كل المدنيين الذين خرجوا من غزة لتلقي العلاج خارج فلسطين..مسموح لهم العودة مرة أخري إلي موطنهم، أم كانت هذه هي الحيلة للاستيلاء على أرض جديدة وامتداد حدود الكيان الإسرائيلي.
هل تعلمت اسرائيل حقا الدرس وتعمل حاليا على علاج الثغرات الموجودة بجيشها وجهاز المخابرات الاسرائيلي ، الذي انكشف غطاء الستر عنه وانكشف مدى ضعفه، ونرجسيته.. هل ستعمل على إصلاح جهازها الأمني ، أم أن إسرائيل لا تبالي لأن الدعم الغربي يتستر على هذا ويعوضه ، وأن العنف والإبادة البشرية هي أسلم وأسهل قرار.
نترقب الأيام المقبلة ردود الأفعال وكيف ستواجه إسرائيل الموقف أمام غضب العالم الغربي والإسلامي وكيف سيكون ردها علي هذا بعد تنفيذ صفقة تسليم الأسرى الإسرائيليين، هل تتراجع إسرائيل عن موقفها ؟ وتوافق على وقف إطلاق النار أم تكمل في ارتكاب جرائمها وابادتها للشعب الفلسطيني؟