تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على مداخلِ بعضِ القرى الجرديةِ والمتوسِّطةِ، ثمَّةَ اولادٌ يقفونَ على المفارقِ الاساسيةِ ويَحملونَ اكياساً ممتلئةً تُفاحاً تُوزَّعُ مجاناً... هكذا وبدلَ ان يُرمى انتاجُ التفاحِ الغزيرِ والذي لا يُلاقي تصريفاً،
لأنَ السلطةَ الفاشلةَ لم تُعرْ اهميةً لهذا القطاعِ، ولأنَ سياساتِ التدخلِ في دولِ الخليجِ جعلتنا رهائنَ واخضعتْ المنتوجاتِ اللبنانيةِ للعقابِ، يُقدَّمُ التفاحُ هدايا.
وهكذا يتعبُ المزارعُ على مدى عامٍ، ويدفعُ ما فوقهُ وما تحتهُ ليرمي المحصولَ في الارضِ، ويَعوي جوعاً مع عائلتهِ،
هكذا هو الحالُ اليومَ ايضاً مع اصحابِ بساتينِ الزيتونِ وضامني الزيتونِ...
هناكَ غزارةٌ في الانتاجِ وصعوبةٌ في التصريفِ نظراً لارتفاعِ كلفةِ انتاجِ الزيتِ من الارضِ والصيانةِ والمبيداتِ الى المعصرةِ الى كلفةِ التوضيبِ وغيرها... فَمنْ هو القادرُ على ان يدفعَ ثمنَ الزيتِ مئةَ دولارٍ؟
***
انطلقنا في كتابتنا من الواقعِ الذي يعيشهُ كلُّ مَنْ يقيمُ في لبنانَ.
كمْ صارتْ كلفةُ الحياةِ اليوميةِ صعبةً، وكمْ ينقصُ اللبنانيونَ من حاجاتهمْ واولوياتهمْ ليدفعوها على امورٍ اكثرَ عجلةً وخطورةً..
كتبنا في الايامِ الماضيةِ عن كلفةِ الحدِّ الادنى لمعيشةِ الاسرةِ اللبنانيةِ وعن النسبِ الجنونيةِ لزيادةِ اسعارِ الموادِ الغذائية،
وها هو الاتحادُ العماليُّ العامُ يُطالبُ بعشرينَ مليونَ ليرةٍ كحدٍّ ادنى للاجورِ،
فمن سيردُّ عليهِ؟
وهلْ القطاعُ الخاصُ جاهزٌ لتلبيةِ هذهِ الشروطِ، والمؤسساتُ تقفلُ الواحدةٌ تلوَ الاخرى، فيما وحدهمْ اصحابُ السوبرماركت يُكدِّسونَ الارباحَ والبضائعَ قبلَ وبعدَ الدولارِ الجمركيِّ من دونِ ان يحسبوا حساباً للناسِ المساكينِ.
***
آخرُ همٍّ عندَ اللبنانيينَ إذا إنعقدتْ جلسةُ انتخابِ رئيسٍ ام لا، مَنْ وضعَ ورقةً بيضاءَ او من سمى مرشحاً،
وكونُ السيناريو سيتكرَّرُ كلَّ اثنينٍ وخميسٍ كسحوباتِ اللوتو... لنْ يربحَ احدٌ الورقةَ الرئاسيةَ،
ووحدهُ المواطنُ سيبقى الخاسرَ ينتظرُ تعميماً من هنا، وصيرفةً من هناك، واعاشةً من هنا، وحصةً غذائيةً من هناك...
***
ندخلُ الى نادي الدولِ النفطيةِ على املِ ان نُصبحَ دولةً غنيَّةً،
فيما حلمُ المواطنِ في الدولةِ النفطيةِ الموعودةِ ساعةَ كهرباءٍ وحبةَ دواءٍ ورغيفَ خبزٍ.
فلا همَّ لدينا حولَ الصندوقِ السياديِّ، او خطَّةِ التعافي او اسمِ الرئيسِ العتيدي، او إذا شكِّلتْ الحكومةُ ام لا ...
الأهمُّ .. الرغيفُ.