تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
زيارة وفد حركة «امل» إلى طهران كانت للمشاركة في المؤتمر السابع للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) المنعقد بعنوان: «أهل البيت (ع) محور العقلانية والعدالة والكرامة». وهو مؤتمر دولي شاركت فيه 110 دول، كسرت مقولة (عزلة ايران)، واثبتت الحرص الايراني على فتح آفاق الحوار مع كل الاطراف من دون استثناء.
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى ممثل دولة الرئيس نبيه بري الدكتور خليل حمدان كلمة، تضمنت مواقف واضحة حول ضرورة الوحدة الاسلامية. وشدّد على انّ «حالات الانقسام على مستوى الأمة هي نتيجة لغياب الحوار. واكّد «ضرورة إعمال العقل والعقلانية، لكي يستطيع الإنسان العيش بكرامة وبعدالة اجتماعية». ولم تغب عن الكلمة توصية قدّمها الوفد وتبنّاها المؤتمر، حول قضية أساس في فكر ووجدان حركة «امل» وكل اللبنانيين هي: قضية الإمام السيد موسى الصدر وأخويه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدرالدين، الذين اختطفهم نظام القذافي في ليبيا عام 1978، وقد تزامن موعد المؤتمر مع الذكرى الرابعة والاربعين على التغييب التي أُقيمت بمهرجان حاشد جمع كل لبنان في مدينة صور.
ماذا عن ما بعد المؤتمر؟
سلسلة لقاءات لوفد حركة «امل» مع شخصيات وازنة في ايران، في طليعتها وزير الخارجية الايرانية حسين عبد الامير اللهيان، الذي خصّص للوفد الحركي أكثر من ساعة ونصف في لقاء خاص في وزارة الخارجية الايرانية، استهله في تحميل الوفد سلاماً وتقديراً عالياً لدولة الرئيس بري ولدوره الكبير ومواقفه، وللإخوة في حركة «امل»، كما سلّم وفد حركة «أمل» دعوة من رئيس مجلس الشورى الايراني قاليباف، لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لزيارة طهران، مؤكّداً على أنّ طهران مصمّمة دائماً على متابعة الأمور مع الاخوة في لبنان، حتى الوصول إلى الخواتيم المرجوة لقضية تغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه وعودتهم إلى دورهم.
ثم انتقل الوزير اللهيان بالحديث إلى وقائع ودقائق الوضع في لبنان والمنطقة، بتفاصيل المدرك والعارف والواثق من معنى كل كلمة يقولها: «لبنان يمرّ بظروف صعبة ومحنة قاسية، لكن اللبنانيين صمدوا في ظروف اكثر صعوبة واستطاعوا الخروج من آلامهم، ونحن واثقون من قدرة اللبنانيين على تخطّي المرحلة الحالية بقوة اكبر».
من دون مجاملات، او تطريز النص بصيغة ديبلوماسية، مباشرة قال الوزير اللهيان: «انّ الجمهورية الاسلامية في ايران هي على كامل الاستعداد لمدّ لبنان بكل ما يمكّنه من استعادة عافيته، من الدواء والغذاء والفيول اويل، ولدينا امكانيات فنية وهندسية لإقامة معملين للكهرباء في لبنان في بيروت والجنوب بقوة 1000 ميغاواط لكل معمل، وبمعامل بقوة 25 ميغاواط في المناطق حيث يحدّد لبنان، وانّ هذا الامر بُحث مع الحكومة اللبنانية، التي ابلغتنا انّها (تتابع الموضوع)، (ولا نزال ننتظر الردّ)».
وفي موضوع ترسيم الحدود البحرية شدّد وزير الخارجية على انّ الجمهورية الاسلامية في ايران خلف لبنان في هذا الموضوع.
المهم، أين لبنان من الردّ على المبادرة الايرانية؟
وما المعوقات التي تمنع على لبنان الاستثمار على كلام صادر عن رأس الديبلوماسية الايرانية؟
هل من جواب؟
ربما يكون تلقف رئيس الحكومة الرسالة الإيرانية، والمسارعة إلى تشكيل وفد فني وتقني لبحث الهبة الإيرانية. بداية جيدة لخطوات لاحقة قد تؤسس لإخراج لبنان من واحدة من أزماته الصعبة، وأن تُستكمل في البحث في ما يمكن الاستثمار عليه لمصلحة لبنان، مما يعني أنّ الردّ المُنتظر قد بدأت عملية كتابته بالأحرف الاولى وصياغة عباراته التي لا تحتاج إلى شرح وتفصيل.
لننتظر ونرَ، لعلّ وعسى خيراً..