تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
امامَ تشتُّتِ المعارضاتِ والتغييريينَ، وامامَ الضياعِ السنِّيِّ والفوضى المقرونةِ بالنكاياتِ التي تحكَّمتْ بالكتلِ الكبيرةِ، ووسطَ حالِ الترقُّبِ لما يجري من اتصالاتٍ وجولاتٍ على صعيدِ المنطقةِ.
يُكلَّفُ "النجيبُ الرابعُ" باصواتٍ هزيلةٍ جداً بلغت 53 صوتاً، وهذا ما لم يحدث بتاريخِ تكليفِ رئيسٍ لتشكيلِ الحكومةِ، وقبولهُ بها يُوحي انه كان فعلاً "مستقتلاً" للعودةِ،وبرافعةٍ اساسيةٍ من الثنائيِّ الشيعيِّ لتشكيلِ حكومةِ ما بعدَ الانتخاباتِ.
هكذا وكأنَ شيئاً لم يكنْ،
وكأنَ لا ناسَ نزلتْ الى الطرقاتِ، وكأنَ لا ثورةَ ولِدتْ ولا نوابَ منها وصلوا الى الندوةِ النيابيةِ، ولا محاسبةَ ولا مساءلةَ،
يعودُ "النجيبُ العجيبُ" مزهوَّاً بإنجازاتٍ لم تحصلْ وبوعودٍ للمستقبلِ لنْ تتحقَّقَ.
عملياً... لم يخضعْ "النجيبُ الرابعُ" لمساوماتٍ وتنازلاتٍ من جانبِ التيارِ الوطنيِّ الحرِ للوصولِ الى التكليفِ، طالما ان تكتلَ لبنانِ القويِّ لم يسمِّهِ... ولكنْ ماذا عن بقيةِ الكتلِ وتحديداً نوابُ الثنائيِّ الشيعيِّ؟
وبماذا وَعَدَ حتى صبَّ الصوتُ الشيعيُّ بكاملهِ لمصلحتهِ؟ وعليهِ... تسمعُ "النجيبَ الرابعَ" يشكرُ الرئيسِ عون والنوابَ على ثقتهمْ ويعدُ بحكومةٍ قريباً...
***
كيفَ سيتمكنُ "النجيبُ الرابعُ" من تشكيلِ حكومةٍ قبلَ اربعةِ اشهرٍ من الانتخاباتِ الرئاسيةِ؟
ألنْ يكونَ هو نفسهُ الرئيسَ المكلَّفَ ورئيسَ تصريفِ الاعمالِ؟ وما الذي يضمنُ ان يتمكنَ من صدِّ المطالباتِ وتسديدِ الديونِ لهذا الفريقِ ولذاكَ؟
وحتى ولو لم يسمِّ التيارُ الوطنيُّ الحر "النجيبَ" لتشكيلِ الحكومةِ.
وحتى ولو انهُ اعلنَ انهُ لنْ يشاركَ كتكتلٍ في الحكومةِ، فألا يسعى لوضعِ شروطٍ على التأليفِ، ويحدِّدُ فيتواتٍ على الاسماءِ، ويحدِّدُ جدولَ اعمالِ هذهِ الحكومةِ،
ومعروفٌ سلفاً هذا الجدولُ خشيَةَ ان تستمرَّ هذهِ الحكومةُ الى ما بعد 31 تشرين الاول إذا لم تجرِ الانتخاباتُ الرئاسيةُ!
كباشٌ داخليُّ سنعيشهُ، سيمثِّلُ صورةً عن الكباشِ الخارجيِّ من واشنطن الى باريس فطهران والرياض... استحقاقٌ وتسمياتٌ لم تكنْ في ايِّ يومٍ من الايامِ الاَّ نتيجةَ تسوياتٍ خارجيةٍ يُبصمُ عليها في الداخلِ ...
لكنَ الضياعَ الذي شهدناهُ قد يؤكِّدُ المخاوفَ التي تتحدثُ عن لا مبالاةٍ عربيةٍ ودوليةٍ حيالَ لبنان، باستثناءِ باريس التي تسعى جاهدةً كما يبدو لتعويمِ ميقاتي،
كونهُ ينفِّذُ من دونِ نقاشٍ جدولَ اعمالها، ولعلَّ اوَّلها خططُ صندوقِ النقدِ الدوليِّ، وليسَ آخرها الغزلُ الايرانيُّ– الفرنسيُّ ...
ومع ذلكَ ثمَّةَ من يتحدَّثُ عن شبهِ شللٍ فرنسيٍّ سنعيشهُ خصوصاً بعدَ هزيمةِ الرئيسِ ماكرون في الانتخاباتِ التشريعيةِ الفرنسيةِ...
***
ثمَّةَ منْ يقولُ انهُ امامَ المطالباتِ بحكومةٍ سياسيةٍ،
سيسعى نجيب ميقاتي الى توسيعِ هامشِ تصريفِ الاعمالِ، وفي الوقتِ نفسهِ سيعملُ على تعديلِ بعضِ الاسماءِ في التركيبةِ الحاليةِ الحكوميةِ،
ولكنْ من الطبيعي ان يذهبَ فيها الى مراسيمَ جديدةٍ ، والى اخذِ ثقةِ مجلسِ النوابِ...
هلْ سيكونُ قادراً على ذلكَ؟
وهلْ سيسمحُ التيارُ الوطنيُّ الحرُّ واطرافُ المعارضةِ وحتى حزبُ الله بحكومةٍ تضيعُ فيها التوازناتُ وغيرِ مفهومةِ المعالمِ...؟
خياراتٌ مفتوحةٌ ولكنها ضيِّقةٌ امامَ ميقاتي وقد تكونُ ابرزَ الرسائلِ التي وصلتهُ وهو يُكلَّفُ،
وعشيةَ التشكيلِ ما يجري مع حاكمِ المصرفِ المركزيِّ، وآخرُ الاجراءاتِ الادعاءُ عليهِ مع نوابهِ ومع مديرِ عامِ وزارةِ الماليةِ سابقاً...
مترافقاً مع دهمِ منزلِ الحاكمِ ومصادرةِ اوراقٍ من خزائنهِ المصفَّحةِ.
هذهِ عينةٌ من دفترِ الشروطِ...
هلْ يستمرُ "النجيبُ الرابعُ" بالخضوعِ للشروطِ، ام ينتفضُ ولو لمرَّةٍ لكرامتهِ؟