تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كجزء من مناورة "مركبات النار"، والتي قال عنها المسؤولون الإسرائيليون إنها الأكبر في تاريخ مناورات الجيش الإسرائيلي، يتوجه المئات من الجنود الإسرائيليون من وحدات الكوماندوس الخاصة إلى قبرص هذا الأسبوع، لإجراء تدريبٍ مشترك لمحاكاة حرب ضد حزب الله في العمق اللبناني.
تحاكي إسرائيل في مناورة "مركبات النار"، التي تستمر أربعة أسابيع، بدأت في 9 أيار الجاري، وتنتهي في 2 حزيران المقبل، حرباً متعددة الجبهات والأبعاد. وجاء إعلان إرسال لواء الكوماندوس إلى قبرص من أجل التدرب فيها على غزو لبنان، بسبب تشابه تضاريس البلدين، بحيث تناور قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي في منطقة جبلية وفي مناطق لم تتدرب في مثلها من قبل. كما يشارك سلاح الجو الإسرائيلي في المناورة هناك.
التدريبات في قبرص، والتي تُسمى"Agapinor-2022"، تنضم قوات من الحرس الوطني القبرصي إلى جانب قوات الجيش الإسرائيلي إضافةً إلى العديد من منصات سلاح الجو الإسرائيلي والوحدات البحرية الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تتدرب قوات الكوماندوس على التضاريس المرتفعة وكذلك في المناطق الحضرية والمفتوحة في الجزيرة، والتي ستكون بديلاً لأراضي جنوب لبنان.
أضخم مناورة مشتركة
بعض ألوية الكوماندوس الإسرائيلية شاركت عام 2017 في أول تدريبٍ لها في قبرص، وناورت على القتال في مناطق تحاكي التضاريس اللبنانية. ووصف موقع "فيلينيوز Philenews" القبرصي هذه التدريبات بأنها الأكبر بين قبرص وإسرائيل.
وقد التقى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس نظيره القبرصي، شارالامبوس بيتريدس، اليوم قبيل التدريبات التي من المتوقع أن يتفقدها في وقتٍ لاحق من الأسبوع. وكتب غانتس على "تويتر": "ناقشت مع نظيري القبرصي استعداداتنا التشغيلية". مضيفًا "لقد شدّدت على الرابطة الاستراتيجية بين بلدينا، ما يساهم في الاستقرار الإقليمي".
بدورها، أكدت قبرص أن التدريبات "تسلط الضوء على العلاقات الممتازة بين البلدين في السنوات الأخيرة في مجال الدفاع والأمن".
رسالة إلى المحور
إلى ذلك، وتعليقاً على انطلاق الأسبوع الرابع من "مركبات النار"، التي تشارك فيها قوات من الفرقة 98 على الأراضي القبرصية، تصف صحيفة "جيروزاليم بوست" العلاقة بين إسرائيل وقبرص واليونان بالوثيقة كونها تجمعها المصالح الاستراتيجية.
وفي حين أن هذه الدول الثلاث لديها مصالح اقتصادية مشتركة، مثل المشروع الطموح لبناء خط أنابيب غاز تحت البحر من إسرائيل إلى قبرص فجزيرة كريت وصولاً إلى البر الرئيسي لليونان، فإنها تأمل أيضاً في منع محور روسيا إيران وحزب الله من تعزيز قوته ونفوذه.
إنزال في عمق الأراضي اللبنانية
قبيل انطلاق التدريبات في قبرص، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية معلوماتٍ مفادها أن الفرقة العسكرية 98، التي تضم ألوية مظليين وكوماندوس، تتدرب على مفاجأة الحزب في عمق أراضيه، سواء من خلال إنزال جوي أو بحري بواسطة قطع بحرية موجودة بحوزة الجيش الإسرائيلي. ومن أجل نقل القوات إلى قبرص، استأجر الجيش الإسرائيلي سفينتيّ إنزال من الجيشين اليوناني والإيطالي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إبرامه صفقة مع الولايات المتحدة لشراء سفينتيّ إنزال يخطط لاستخدامهما في حال نشوب حرب ضد حزب الله في لبنان. ويتوقع وصول سفينتيّ الإنزال إلى الدولة العبرية في الأشهر المقبلة، وتُستخدم السفينتان لإمدادات لوجستية للقوات المشاركة في القتال، ونقل قوات عن طريق البحر.
نسخة عن لبنان
أما أسباب اختيار قبرص لتكون أرضاً للتدريبات، فشرحتها صحيفة "إسرائيل هيوم"، معتبرةً أن قبرص نسخة عن لبنان، في المسافة، ونتيجة الظروف الجغرافية التي يشاهدها الجيش الإسرائيلي في الحرب المقبلة مع حزب الله. وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة إلى الضبّاط والجنود الشبّان، فهذا عالم جديد وغير معروف. إذ أن معظمهم ولد قبيل وقت قصير من الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، ولم يشاركوا في حرب لبنان الثانية. لذا، فإن ما حدث في حرب لبنان الثانية ممنوع أن يتكرر في الحروب المقبلة.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن ما يشجع الجيش الإسرائيلي على التدرب في قبرص، هو العلاقة الاستراتيجية العميقة التي تربط بين البلدين. متحدثةً عن منظومة علاقات ودّية بين البلدين في كل المستويات، من رئيس الحكومة، مروراً بوزارة الأمن وقيادة الجيش الإسرائيلي، حتى القوات في الميدان. وتذكر الصحيفة أنه في عام 2019، جاء قائد سلاح الجو القبرصي ليجلس مع الطيارين الإسرائيليين ويتحدث إليهم.
وخلال المناورة التي حدثت حينها، التقى قائد سلاح الجو القبرصي، قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق اللواء عميكام نوركين، الذي جاء لزيارة خاطفة. وأكثر من ذلك، وصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي عام 2019 إلى قبرص لعدة ساعات لزيارة القوات الإسرائيلية التي تتدرب هناك، واستغلّ الفرصة، فعرّج إلى نيقوسيا للاجتماع بنظرائه القبرصيين. ورافق كوخافي في قبرص كل من قائد قيادة الجبهة الشمالية، اللواء أمير برعم، وقائد ذراع البر حينذاك، اللواء يوآل ستريك.
المدن - سامي خليفة