تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تراجعت نسبة الاقتراع في الجنوب عن انتخابات 2018 عندما اقترع 228563 من اصل 490362، إلى 224541 اقترعوا هذه المرة من اصل 497621، وكان نصيب لائحة «معاً نحو التغيير» منها 30384 صوتاً فتمكنت من ايصال مرشَّحين منها الى البرلمان، وهما طبيب العيون الياس جرادة وقد نال 9218 صوتاً والمحامي الشاب فراس حمدان ونال 4859 صوتاً، لتؤكد المعارضة انها باتت ذات وزن وتشكل قوة لا يستهان بها.
أعطت الانتخابات جواز عبور للقوى التغييرية الى مركز صناعة القرار وباتت تشكل القوة الثالثة في الجنوب بعد « حزب الله » الذي يتربع على عرشه بالاصوات التفضيلية حسب "نداء الوطن"، بحيث نال مرشحه محمد رعد 48543 وحسن فضل الله 43324 وعلي فياض 37047 بمقابل حصول «أمل» على 49598 صوتاً تفضيلياً توزعت على مرشيحها الـ8 وتليها القوى التغييرية التي جاءت اصوات مرشحيها التفضيلية قريبة جداً من مرشحي «أمل»، بل نال الياس جرادة 9218 صوتاً تفضيلياً اكثر مما ناله حردان وهاشم وخير الدين وحميِّد، وحمدان انتزع 4859 صوتاً ما يعني ان المعارضة باتت على تماس مباشر مع «أمل»، بل تهدد مقاعدها، بعد انتزاعها مقعدين من حصتها، وتبين بالارقام ان لها ثقلها وبدأت تهدد امبراطورية الحركة التي لم تتمكن من تحصين جبهتها، وتلهت في معركتها على الصوت التفضيلي للنائب هاني قبيسي.
اللافت في هذه المعركة نسبة المقاطعة والاقتراع بالورقة البيضاء اضافة الى تسجيل 6410 اصوات ملغاة مقابل تسجيل 3042 ورقة بيضاء وهي نتيجة طبيعية لحالة الامتعاض التي سادت اجواء الناس قبل الانتخابات، وتسجيلهم موقفاً رافضاً للكثير من الاسماء المطروحة، هذا ناهيك عن مقاطعة شريحة واسعة من الجيل الشاب الذي وجه رسالة عالية السقف لجبهة الثنائي مفادها «إنتبهوا لخياراتكم»، وانهم «سيكونون بالمرصاد» لاي مرشح خارج الاهلية، على عكس الجيل الشاب في حاصبيا الذي ساند حمدان في معركته ونجح معه في الفوز بالمقعد النيابي.
بالطبع، نجحت المقاطعة مضافاً اليها الـ9452 صوتاً ملغى، في قطع الطريق على الثنائي في تحقيق نسب مرتفعة، وإن كانت «أمل» اكثر المتضررين من هذه القطيعة، وتتحمل بحسب مصادر متابعة مسؤولية نكستها الكبرى، نتيجة تشبثها بأسماء لا اهلية شعبية لها، بل تحظى بنقمة عليها كالمصرفي مروان خير الدين الذي سقط بالضربة الدرزية القاضية بعدما تخلى عنه «الاشتراكي» ولم ينل كل اصوات «الديمقراطي». ووفق المعلومات فإن «الاشتراكي» طعن الرئيس بري في خاصرته الرخوة في حاصبيا، ولم يجير اصوات محازبيه الـ3500 صوت لخير الدين ما ادى الى سقوطه امام حمدان الذي نجح في الحصول على 1500 صوت من بينها نسبة عالية من اصوات «الاشتراكي»، ولم يحظ خير الدين كما اسعد حردان بالرافعة الشيعية التابعة لـ»حزب الله» ككل مرة، بحيث فضّل «حزب الله» بحسب اوساط متابعة الاحتفاظ بأصواته التفضيلية لمرشحيه، ما اظهر الاحجام الحقيقة للحلفاء على الارض عند اول امتحان، وبحسب المصادر فإن هدف الحزب كان الحفاظ على الجبهة الشيعية محصنة من اي اختراق، لقطع الطريق على دخول اي منافس لبري في المجلس النيابي، في درجة اولى، وفي الثانية الحفاظ على نوابه وان كان جيَّر بعضاً من اصواته التفضيلية لصالح النائب ناصر جابر في النبطية...
ونكسة الانتخابات الثانية تمثلت بالمرشح حردان ولم ينل سوى 1859 صوتاً بمقابل 9 آلاف للنائب جرادي الذي لم يفز بالصوت المسيحي والسني فقط بل بالصوت الشيعي الاعتراضي الطامح للتغيير. مما لا شك فيه ان الانتخابات كشفت حجم الاحزاب على الارض، واظهرت حجم النقمة الشعبية التي سجلت موقفها بالمقاطعة ولامست الـ50 بالمئة وهي نسبة تستدعي التوقف عندها وقراءتها بتمعن.
هذا ناهيك عن الاقتراع بالورقة البيضاء وقد سجلت نسبة مرتفعة ولافتة هذه المرة، فأبناء النبطية وتحديداً الجيل الشاب اصدر قرار المقاطعة قبل الانتخابات لتسجيل موقفه من الاسماء المطروحة وتهميش رأيه، وهو ما اثر بمكان ما على عمليه الاقتراع وحرم اللائحة من فرصة الاحتفاظ بمقاعدها كاملة وأوقعها بشباك «الخرق».
في الجنوب
اللافت في هذه المعركة ان المواجهة الحقيقة كانت على الصوت التفضيلي بين فريق اللون الواحد، ما مكّن القوى التغييرية من كسر اغلال ابواب الجنوب الموصدة منذ زمن طويل، ودخلت بوزن لافت الى البرلمان، فالـ30342 صوتاً اعتراضياً للائحة «معاً نحو التغيير» جلهم من الشيعة ما يؤكد أن الصوت الاعتراضي بدأ يسلك طريقه في الجنوب، وسيكون له وزنه في كل الاستحقاقات المقبلة ومنها البلديات.
هي المرة الاولى منذ 1992 تنجح المعارضة الجنوبية في دخول الندوة البرلمانية، مسجلة علامة فارقة في التاريخ الاعتراضي الطويل، اثنان من مرشحيها طبيب العيون الياس جرادة والمحامي فراس حمدان سيخوضان تجربة النيابة للمرة الاولى، بعدما اطاحا باسعد حردان الذي تربع على عرش النيابة منذ اكثر من 30 عاماً وقطعا الطريق على مروان خير الدين لتحقيق حلم النيابة. فهل ينجحان في تغيير الواقع؟