تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انتهى اليومُ الانتخابيُّ إلى تسونامي حملَ الكثيرَ من المفاجآتِ فهوتْ اسماءٌ وقامتْ اسماءٌ وتبعثرتْ وجوهٌ وبانتظارِ الاعلانِ الرسميِّ عن النتائجِ في جميعِ الدوائرِ،
لا يمكنُ إلاَّ الاقرارُ بتسونامي التغيِّيرِ الذي حصلَ في الكثيرِ من الدوائرِ، والذي عبَّرَ عنهُ المقترعونَ لصالحِ كُثُرٍ من وجوهِ الثورةِ والمجتمعِ المدنيِّ.
ولعلَّ الملاحظةَ الثانيةَ ضروريةٌ،
وهي حجمُ الكتلةِ النيابيةِ الاقوى التي حصلتْ عليها القواتُ اللبنانيةُ،
وكيفَ ان حليفها في الشوف وعاليه الحزبَ التقدميَّ الاشتراكيَّ، تمكنَ من تكريسِ احاديةِ الزعامةِ الجنبلاطيةِ في الشوف وعاليه، بما يجمعُ التيارينِ السياديينِ في خندقٍ واحدٍ مستقبلاً...
هذا المشهدُ التغيِّيريُّ لم يواكبْهُ الشارعُ السنيُّ الذي وان لم يقترعْ بكثافةٍ، فأنه لم يقاطعْ بقوةٍ، وجاءتْ النتائجُ مبعثرةً وضائعةً ولا توحي مستقبلاً بإمكانِ اجتماعها في كتلةٍ وازنةٍ كاملةٍ.
الان.. ماذا؟
***
كنا كتبنا عن اليومِ التالي للانتخاباتِ...
وها هي علاماتُ السيناريو وقد بدأتْ ترتسمُ... انتهى العرسُ وبدأ العريسُ باحتسابِ كلفةِ الاحتفالاتِ...
عملياً... عادَ سعرُ الدولارِ في السوقِ السوداءِ للارتفاعِ، وهو مرشحٌ كما توقَّعنا للارتفاعِ اكثرَ...
وفي الجلسةِ الاخيرةِ لمجلسِ الوزراءِ، سيتمُّ تمريرُ كلِّ الملفاتِ العالقةِ وما اكثرها، ولعلَّ الاكثرها سخونةً على الناسِ رسومُ الاتصالاتِ التي انطلقتْ منها شرارةُ ثورةِ 17 تشرين...
ها موسمُ الصيفِ آتٍ بحرارتهِ... فعلامَ سيأتي السيَّاحُ؟
والى أين؟
الى مدينةٍ لا تزالُ مدينةُ اشباحٍ، ولم يفكرُ احدٌ ببناءِ حجرٍ فيها،
والى فنادقَ مدمَّرةٍ والى شوارعَ معتَّمةٍ من دونِ كهرباءٍ...
تخيَّلوا ان الانجازَ اننا آمَّنا كهرباءَ لاقلامِ الاقتراعِ وللفرزِ في وقتٍ تداولُ الناشطونَ بصورةٍ لعمليةِ الفرزِ في دائرةِ بيروت الاولى على ضوءِ الهاتفِ الخليويِّ..
عملياً منْ أينَ نأتي بالكهرباء؟
***
ارتسمتْ صورةُ المجلسِ النيابيِّ، ومن الواضحِ "تسونامي التغيِّيرِ" فيهِ، لهذا ومن الواجبِ الوطنيِّ الصرفِ ان تجتمعَ في كُتلةٍ واحدةٍ...
عملياً لم يخسرْ التيارُ الوطنيُّ الحرُّ بتحالفهِ مع الثنائيِّ الشيعيِّ، زادتْ كتلةُ القواتِ اللبنانيةِ عددياً واصبحتْ الاقوى مسيحياً، وباغلبيةٍ مسيحيةٍ صُرفةٍ.
كرَّسَ وليد جنبلاط زعامتهُ الاحاديةَ في الجبلِ، ارتفعَ حجمُ الكلامِ السياديِّ في مجلسِ النوابِ،
ولكن، كيفَ نستثمرُ ما جرى إذا كانَ الثنائيُّ محتجزاً مع حلفائهِ امكانياتِ التعطيلِ العمليِّ والدستوريِّ بكثيرٍ من المفاصلِ والمحطاتِ، واولها رئاسةُ مجلسِ النوابِ وثانيها الحكومةُ وثالثها رئاسةُ الجمهوريةِ...
فهلْ سيقبلُ الثنائيُّ مع حلفائهِ من سُنَّةٍ ومسيحيينَ بأن تفلتَ اللعبةُ من يدهِ في البلادِ؟
وهلْ سيقبلُ ان تكونَ الحكومةُ حكومةَ اكثريةٍ يُديرها المعارضونَ الجددُ والتغييريونَ وخصومهمْ السياسيونَ؟
وفي مجلسِ النوابِ الآتي،
وإذا لم يُشكلْ التغييريونَ والمستقلونَ كتلةً نيابيةً وازنةً،
ألنْ يكونَ التشريعُ وغيرهُ بالقطعةِ وتبعاً للمصالحِ وللتوجهاتِ وكلماتِ السرِّ في الداخلِ والخارجِ...
من هنا لا يمكنُ التكهُّنُ بما ستكونُ عليهِ اللعبةُ داخلَ المجلسِ النيابيِّ،
ولا بنصابِ أيِّ استحقاقٍ وستكونُ المفاجآتُ هي سيدةُ أيِّ إستحقاقٍ في مجلسِ النوابِ.
وعليهِ ستزدادُ الضغوطُ الدوليةُ والاقليميةُ لتعزيزِ فرصةِ فريقٍ على حسابِ فريقٍ آخرَ،
وسنكونُ من جديدٍ امامَ انقساماتٍ يتشظَّى من خلالها عملُ مجلسِ النوابِ،
وقد لا يكونُ منتجاً كونُ مفتاحها سيبقى بيدِ الرئيس نبيه بري حتى اشعارٍ آخرَ..
***
في الانتظارِ، كرةُ النارِ الاقتصاديةُ والاجتماعيةُ ستكبرُ ولا مَنْ يلجمها، وبانتظارِ العودةِ للتفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ، الذي سينتظرُ حكومةً جديدةً واعدةً وليسَ كما مرَّ علينا آخرُ حكومتينِ دمرتا وانهكتا ما تبقَّى مِما كانَ ما يُسمى دولةً.
قد لا تولدُ قبلَ انتخاباتِ الرئاسةِ... مَنْ يضمنُ عدمَ حصولِ الارتطامِ الكبيرِ وعندها...
أينَ ستذهبُ موجاتُ "تسونامي التغيِّيرِ"...
هل ستتعطَّلُ؟