تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
على توقيت دمشق وطهران، وفي ظل ظروف وتطورات سياسية واقتصادية دولية غير مسبوقة، أنهى الرئيس بشار الأسد زيارة عمل قام بها إلى إيران، بدت حافلة بالعناوين السياسية والاقتصادية، وكشفت عن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين الحليفين، يبدو أنها ستشكل أساساً لمسارات مختلفة لاسيما على الصعيد الاقتصادي.
زيارة الرئيس الأسد التي تصدرت سريعاً جميع العناوين، حيث يدرك العالم والإقليم معنى وتأثير وتداعيات هذه الزيارة، أعادت التذكير ومن خلال ما تسرب عنها من تصريحات وحفاوة استقبال من قبل الجانب الإيراني، بصلابة تحالف البلدين، لاسيما مع اقتراب العالم من رسم خرائط نفوذه الجديدة وما سيترتب عليه من تداعيات، تحتم على الجانبين الشريكين في النهج التشاور والتنسيق.
مصادر مواكبة للزيارة كشفت لـ«الوطن» أنها كانت حافلة سياسياً واقتصادياً، توزعت على لقاء موسع مع قائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي، وآخر مغلق معه بحضور الرئيس الإيراني، دام نحو الساعة، ولقاءين موسعين مع الرئيس إبراهيم رئيسي.
المصادر أكدت أن الطرف الإيراني كان مهتماً إلى أقصى الحدود لجعل تلك الزيارة تاريخية سياسياً واقتصادياً في سياق العلاقة بين طهران ودمشق، وبدا ذلك من خلال الاستعدادات لاستقبال الرئيس الأسد وبرنامج الزيارة الحافل وحضور كبار المسؤولين الإيرانيين العاملين في مختلف الملفات المشتركة بين البلدين، والأجواء الدافئة للقاءات، ما شكل مؤشرات إلى أن الزيارة هي ابنة هذه اللحظة في العلاقة بين البلدين، ومبنية في الوقت ذاته على سنوات طويلة من التحالف العميق.
وأشارت المصادر إلى حديث الخامنئي خلال لقائه الرئيس الأسد وإشارته إلى أن هذه الزيارة تأخرت لثلاث سنوات، وكأنه يقول إن الإيرانيين لم يعتادوا على هذا الزمن الطويل للقاء الرئيس الأسد، معتبرة بأن مشهد استقبال الخامنئي للرئيس الأسد لجهة الحفاوة الكبيرة لم يكن جديداً، كما لم يكن جديداً اعتبار قائد الثورة الإيرانية بأن أحد أهم أسباب انتصار سورية في حربها هو شخص الرئيس الأسد وشجاعته.
وفي سياق اللقاء بين الجانبين ذكرت المصادر أن الحديث توسع في القضية السورية وتحرير باقي الأراضي السورية، وفي القضية الفلسطينية وفي عنوان المقاومة والتحالف الذي لا ينتهي ولا يقلّ بين دمشق وطهران.
المصادر توقفت أيضاً عند الحفاوة التي استقبل بها الرئيس الإيراني ضيفه الرئيس الأسد، وهو اللقاء الأول بينهما، حيث كشفت بأن اللقاء حمل توافقاً مُطلقاً في الجوانب السياسية والمبدئية والاقتصادية أيضاً.
وحسب المصادر فقد جمعت جلستا مباحثات موسعتان، الرئيسين الأسد ورئيسي، الأولى ناقشت قضايا سياسية بين البلدين الشريكين في النهج، والثانية خُصصت بمعظمها لمناقشة القضايا الاقتصادية والدعم الخدمي والتجاري الذي ستستمر إيران بتقديمه لحليفتها سورية، وكان فيها الرئيس الإيراني قاطعاً وجازماً بأن الدعم الإيراني الاقتصادي لسورية هو مسألة قوية لا نقاش فيها.
المصادر كشفت بأنه وبينما كان الرئيسان مجتمعين، وقّع الطرفان السوري والإيراني على مرحلة جديدة من الخط الائتماني الإيراني السوري لتزويد سورية بمواد الطاقة والمواد الأساسية الأخرى، لسدّ النقص الحاصل في تلك المواد.
وكان الرئيس الأسد أكد خلال لقائه الخامنئي حسب البيان الرسمي الصادر عن اللقاء ونشرته «سانا»، أن مجريات الأحداث أثبتت مجدداً صوابية الرؤى والنهج الذي سارت عليه سورية وإيران منذ سنوات، وخصوصاً في مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة اليوم أضعف من أي وقتٍ مضى.
من جانبه، شدّد الخامنئي على استمرار إيران في دعمها لسورية لاستكمال انتصارها على الإرهاب وتحرير باقي الأراضي السورية، معتبراً أن سورية تحقق انتصاراتٍ تاريخيةٍ بفضل ثبات وشجاعة رئيسها وقوة وصمود شعبها وجيشها.
بدوره أكد الرئيس رئيسي، أن بلاده لديها الإرادة الجادّة في توسيع العلاقات بين البلدين وخاصةً الاقتصادية والتجارية بشقّيها العام والخاص، وهي ستستمر في تقديم كلّ أشكال الدعم لسورية وشعبها ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم، كما أنها ستبقى إلى جانب سورية لمساعدتها في تجاوز الصعوبات، معتبراً أن أي معاناة لسورية هي معاناة لإيران.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة له على «تويتر» أن زيارة الرئيس الأسد إلى طهران، فتحت أفقاً جديداً في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
الوطن السورية