تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
حسب آخر استطلاعات الرأي حول الأوفر حظاً لنيل الأصوات، تربع الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون على مقدمة المؤشرات بنسبة 26.5%. تلاحقه على بعد خمس نقاط زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي تسعى لانتزاع الكرسي منه خلال الدور القادم، وتصبح بالتالي أول رئيسة للبلاد.
ويأتي بعدهما، في المركز الثالث، مرشَّح أقصى اليسار وزعيم حركة فرنسا الأبية، جان لوك ميلونشون الذي حصل على نسبة 16% من التأييد الجماهيري، رافعاً حظوظه في حجز مقعد في الدور الثاني، ممنياً النفس بالتفاف اليسار الفرنسي حول حملته لمنع الوقوع مجدداً في فخ الاختيار بين ماكرون ولوبان.
بينما تسود مخاوف من ضعف الإقبال على العملية الانتخابية، ما يمكن أن يخلط حسابات المرشحين. إذ تُبرز استطلاعات أخرى بأن هذه الانتخابات تشهد عدداً غير مسبوق من الناخبين "غير المتأكدين" لصالح من سيصوتون أو من "لا يعتزمون" التصويت على الإطلاق، ما يضفي عليها حالة من عدم اليقين.
لماذا ماكرون متفوق؟
على بعد يوم من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المزمع عقد جولتها الأولى في 10 أبريل/نيسان الجاري، لا يزال الرئيس ماكرون يحافظ على مركز المرشح الأوفر حظاً للفوز بها. على الرغم من ولايته التي مرت مثيرة للجدل، وما عاشته من صدامات اجتماعية كبيرة، أبرزها حركة السترات الصفراء وآخرها ما شهدته جزيرة كورسيكا.
خلال الأسابيع الأخيرة، عزَّز ماكرون شعبيته في أوساط الفرنسيين، دون اعتماد على حملة أو مناظرات أو وعود انتخابية، بل اعتمد على تحويل نشاطه خلال الأزمة الأوكرانية الجارية إلى صالحه. فمع استمرار القتال هناك، تحول اهتمام الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في فرنسا إلى تغطية الحرب، مما أدى إلى تراجع التركيز على حملات انتخابات الرئاسة الفرنسية. وبالتالي جعل هذا الوضع ماكرون محتكراً لزمن البث التليفزيوني من أجل تسويق برنامجه بشكل معلن وضمني.
ومما يسوّق ماكرون خلال حملته كأنه نجاح شخصي، رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي. والتي اعتبرها قبلة الحياة بعد مواجهة انتقادات عديدة، خصوصاً بعد فترة كورونا التي لم ينل تعامل الحكومة الفرنسية معها رضا قطاع واسع من الشعب.
عمل ثالث يسهم في ارتفاع شعبية ماكرون، هو لعبه على الوتر الأمني ومهاجمته المسلمين، وتنصيبه لوزير داخليته جيرار دارمانان اليميني المتطرف والذي كان عضواً في منظمة "الحركة الفرنسية" التي تدافع عن عودة الملكية. بهذا حاول ماكرون جذب جزء من ناخبي اليمين المتطرف، كما حضّر لدور انتخابي ثانٍ وجهاً لوجه مع مارين لوبان، وبالتالي سيقدم نفسه بديلاً لذلك التيار العنصري.
بالمقابل يتبارى كل من مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون على بطاقة العبور للدور الثاني، في مواجهة مباشرة مع ماكرون.
بالنسبة للوبان فتخوض حملتها الميدانية بعيداً عن المدن الكبرى، ساعية لتوسيع قاعدتها في الهوامش والمناطق التي يشعر سكانها بالإهمال. هذا ولا تزال استطلاعات الرأي تضعها مباشرة خلف ماكرون، مما يُظهر أن استراتيجيتها الطويلة الأمد لتلطيف خطابها ومحاولة تحسين صورة حزبها ربما نجحت، فمن الممكن أن يسمح لها ذلك بالحصول على تصويت مناهض لماكرون بالإضافة إلى دعم اليمين المتطرف.
بالمقابل، يواصل مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون تقدمه بشكل متسارع، معتمداً في حملته على الاجتماعات الجماهيرية والعمالية، وخطابه المناهض للعنصرية والمدافع عن حقوق الأقليات المهاجرة والجاليات المسلمة بالبلاد. وحسب استطلاعات الرأي، أصبح ميلونشون المرشح المرشح المفضل بالنسبة إلى الجالية المغاربية بفرنسا والجالية الإفريقية جنوب الصحراء.
غير أن اليسار الفرنسي يحتاج إلى وحدة الصف خلال هذه الانتخابات من أجل صد صعود اليمين المتطرف، ومن هنا دعت أصوات فرنسية عديدة مرشحي اليسار إلى دعم حملة ميلونشون، وتوحيد الأصوات لصالح مرشح واحد ما يمكنه من دحر لوبان، وربما ماكرون في الدور الثاني.