تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
جميلٌ،
جميلٌ جداً أنْ يتحدَّثَ الوزراءُ والرؤساءُ والنوابُ منْ فئةِ "المصلحينَ الجُدُدِ" عنْ الاصلاحِ الماليِّ والنقديِّ، وأنْ يجلسوا على طاولةٍ رئاسيةٍ يناقشونَ اوضاعَ المصارفِ والسرِّيةَ المصرفيةَ وتوزيعَ الخسائرِ وتحديدَ المسؤوليَّاتِ، وكأننا في دولةٍ مستقلةٍ ذاتِ سيادةٍ و ذاتِ قرارٍ،
وليستْ تحتَ الإحتلالِ الاسرائيليِّ ولا تحتَ إحتلالِ السلاحِ غيرِ الشرعيِّ.
يا سادةُ، يا منْ تدَّعونَ الحكمةَ والاصلاحَ في زمنِ الإنهيارِ،
هلْ نسيتمْ ام تناسيتمْ أنَّ السيادةَ هي أصلُ الاصلاحِ؟
وكيفَ ستُصلحونَ إقتصاداً مقطَّعَ الأوصالِ والقرارُ فيهِ مرهونٌ على الحدودِ وفي الداخلِ؟
أيُّ إصلاحٍ ترجونَهُ وهناكَ مناطقُ بأكملها لا تزالُ خارجَ حدودِ الدولةِ وسلطتِها؟ والمعابرُ فالتةٌ؟
وأيُّ حوارٍ مع صندوقِ النقدِ وقد سمعنا بالأمسِ وقرأنا عنْ فلتانِ المرفأِ والجماركِ والسلطاتِ الحزبيةِ داخلَهُ تسرحُ وتمرحُ؟
هلْ سيُصلِحُ لنا صندوقُ النقدِ الدوليِّ سلاحاً غيرَ شرعيٍّ؟ هلْ سيُقنعُ منْ يحتكرُ القرارَ الإستراتيجيَّ بتسليمِ الدولةِ مفاتيحها؟
ام سيُودِّعنا بابتسامةٍ ديبلوماسيةٍ ويقولُ لنا:"مش شغلي".
***
سيادةٌ مع السلاحِ مستحيلةٌ، تحريرٌ بلا حدودٍ حرَّةٍ: نكتةٌ.
إصلاحٌ ماليٌّ في ظلِّ إحتلالٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ وميليشياويِّ واجنبيٍّ، كذْبٌ على الذاتِ..
نضحكُ على أنفسنا بإصلاحاتِ صندوقِ النقدِ التي ستُفلِّسُ البلادَ أكثرَ، وهو يعلمُ جيِّداً أنَّ دولتنا تُدارُ بالريموت كونترول.
الحقيقةُ أنَّ القرارَ لا يُصنعُ في السراي ولا في البرلمانِ ولا في بعبدا،
بلْ في دهاليزِ مخازنِ الاسلحةِ وفي الظلالِ الثقيلةِ لصراعاتِ المحاورِ.
قبلَ أنْ تُهيكِلوا المصارفَ وترفعوا السرِّيةَ المصرفيةَ،
إسألوا عنْ القرضِ الحسن وعنْ الاموالِ الكاش.
وارفعوا وصايةَ السلاحِ عنْ الدولةِ، وقبلَ انْ تطلبوا منْ الناسِ أنْ تشدَّ الأحزمةَ شُدُّوا رباطَ السيادةِ المهترئةِ،
وقبلَ أنْ تَلهثوا خلفَ شروطِ صندوقِ النقدِ ضعوا شرطاً واحداً وهو تحريرُ الدولةِ منْ الداخلِ كما منْ الخارجِ.
• أصلُ الاصلاحِ: تحريرٌ..
• اساسُ النهوضِ: سيادةٌ كاملةٌ.
• ضمانةُ الاقتصادِ: أنْ لا يكونَ تحتَ رحمةِ السلاحِ والسيطرةِ المفروضةِ.
وإلاَّ فدولةٌ تُصلِّحُ منْ فوق وتتفكَّكُ منْ تحت!