تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في هذا الجنونِ المطلقِ، من أينَ نبدأُ؟
هذا الأسبوعُ، مرَّ القطوعُ قضائياً ومصرفياً. لكنَ الناسَ على أعصابِهمْ لِما يمكنُ أن يحصلَ الأسبوعَ المقبلَ، في ملفِ الحاكمِ رياض سلامة...
والناسُ على أعصابهمْ لجنونِ الدولارِ، وجنونِ الأسعارِ، وجنونِ المحروقاتِ…
فما معنى هذا التسريبُ الخبيثُ عن أن سعرَ البنزينِ سيصبحُ بالدولارِ "الفريش"…
ومن أينَ للناسِ أن يحصلوا على "الفريش"، وأنتمْ أكلتمْ لحمهمْ وجلدهمْ وعظمهمْ؟
ساعةً تقرِّرونَ الدولارَ، وساعةً تقرِّرونَ الليرةَ، وفي الحالينِ أنتمْ المنشارُ الذي يأكلُ "على الطالع وعلى النازل"!
وماذا، بعدُ البنزينِ؟ هل يكونُ الرغيفُ مثلاً بـ"الفريش"، وحبَّةُ الدواءِ، والخسَّةِ وكيلو البندورة!
لم تتركوا نوعاً من الكوارثِ إلاَّ وتأخذوننا إليهِ...
وآخرُ النماذجِ ما يمكنُ أن يحصلَ في معملِ الذوقِ الحراريِّ...
***
قولوا لنا، يا أهلَ الجهلِ والإهمالِ:
كيفَ تستطيعونَ أن تضعوا الرأسَ على الوسادةِ، مرتاحي البالِ، وتناموا…
ومِن أينَ لكَ "الهضامةُ" يا هذا الوزيرُ الذي "أطلَّ من الطاقةِ"، وأنتَ على "الترمبة"، توزِّعُ "المبروكَ" على الذينَ ملأوا "الرزرفوار" ببضعةِ ليتراتٍ من البنزينِ،
كيفَ لا تفكِّرُ في ملايينِ الليتراتِ من البنزينِ والفيولِ والكيماوياتِ الأخرى، والتي قد تنفجرُ في أيِّ لحظةٍ في معملِ الذوقِ!
من حسنِ الحظِ أن أحداً أرادَ تسليطَ الضوءِ على هذا الخطرِ المرعبِ لوضعِ الأمورِ في نصابها، ولكنْ، هل فعلاً ستتداركونَ الكارثةَ قبل أن تقعَ…
***
في المعلوماتِ الواردةِ إلى وزيرِ الداخليةِ بسام المولوي، معملُ الذوقِ ليسَ في وضعٍ سليمٍ أمنياً. فهناكَ ثغراتٌ في السياجِ التقنيِّ، وعناصرُ الحراسةِ غائبونَ،
وهذهِ الثغراتُ تسمحُ بدخولِ الأشخاصِ إلى حرمهِ، حيثُ خزاناتُ الهيدروجين والفيول وموادُّ خطرةٌ منتهيةُ الصلاحيةِ،
ولكي تكتملَ الكارثةُ، في الجوارِ خزاناتُ غازٍ كبيرةٍ لإحدى الشركاتِ…
يعني بكلِّ بساطةٍ، نجا معملُ الذوقِ حتى اليومَ، ومحيطُهُ السكنيُّ المزدحمُ، من كارثةٍ محتَّمةٍ بالصدفةِ وبالعنايةِ الإلهيةِ…
فهل مكتوبٌ أن تقعَ الواقعةُ دائماً عندنا، لأن أحداً لا يتداركها؟
هل مكتوبٌ علينا أن نموتَ في كلِّ مرَّةٍ فداءَ "الاهمالِ"؟
***
حسناً أن الوزيرَ المولوي تلقَّفَ الأمرَ، وطلبَ تثبيتَ نقطةٍ للجيشِ هناكَ، فعلى الأقلِ هو سيمنعُ الدخولَ...
ولكنْ، على رغمِ الجهودِ المشكورةِ للجيشِ، هل نضمنُ تماماً عدمَ وقوعِ الكارثةِ؟
ولماذا أساساً تتراكمُ المحروقاتُ والهيدروجينْ والكيماوياتِ المنتهيةِ الصلاحيةِ في المعملِ، وقُربَها خزاناتُ الغازِ، ليصبحَ الخطرُ داهماً؟
***
يا "عدَّةَ الفسادِ"، في كلِّ الأمورِ والملفاتِ، في السياسةِ وفي المالِ وفي الإدارةِ، تنطبقُ عليكمْ الحِكَمةُ الآتيةُ:
الجاهلُ هو مَن لا يتعلَّمُ من أخطائهِ، فيرتكبُ الخطأُ إياهُ مرَّةً بعدَ أخرى،
العاقلُ هو مَن يتعلَّمُ من أخطائهِ، فإذا وقعَ في خطأٍ لا يكرِّرهُ…
وأمَّا الحكيمُ فهو مَن يتعلَّمُ من أخطاءِ الآخرينَ، فلا يكرِّرُ خطأً وقعَ فيهِ سواهُ…
فهلْ مِن شكٍّ في الفئةِ التي أنتمْ تنتمونَ إليها؟
وبَعدُ... هل نستغربُ كيفَ تلاحقنا الكوارثُ في كلِّ شيءٍ!