تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
والآنَ، أيُّ مبرِّرٍ لإدخالنا في هذهِ اللعبةِ الجهنميةِ الجديدةِ، لعبةِ المصارفِ والإقفالِ؟
المصارفُ أساساً شبهُ مقفلةٍ، وبعدَ اختفاءِ الودائعِ صارتْ أشبهَ بصناديقِ الأمانةِ… ولكنْ، من دونِ أمانةٍ!
فالداخلُ إليها مفقودٌ، والخارجُ منها مولودٌ…
طبعاً، لسنا هنا لا في صددِ تحميلِ المصارفِ وحدها، أو سواها، مسؤوليةَ هذا السقوطِ العظيمِ. والزمنُ سيتكفَّلُ بإظهارِ الأخطاءِ والخطايا…
وهلْ يتحسَّبُ المعنيونَ لما سيقودُ إليهِ الإقفالُ، أم يتخبَّطونَ عشوائياً، كما في كلِّ شيءٍ؟
***
يقالُ إن صاحبَ الدعوى على "فرنسبنك" حصَّلَ أموالهُ، لكنَ الإدارةَ تأخَّرتْ في إبلاغِ القضاءِ… فسبقَ السيفُ العزلَ، واتُّخِذَ التدبيرُ بحقِّ المصرفِ!
ولكنْ، أياً يكنْ الأمرُ، نحنُ نسألُ:
إذا كرَّتْ سبحةُ الإقفالاتِ في المصارفِ، كما يتردَّدُ، هل مِن أحدٍ سيدفعُ الثمنَ سوى المودِعِ؟...
هذا المُودِعُ المحجوزةُ مدَّخراتهُ ومرَّ "بجلجلةِ الذلِّ" في المصارفِ، اليومَ، يُحصِّلُ منها بضعَ ليراتٍ أو دولاراتٍ ليستمرَّ على قيدِ الحياةِ…
أليسَ "الكحلُ أفضلَ من العمى"؟ أليسَ من مصلحةِ المودعِ اولاً واخيراً أن تبقى المصارفُ مفتوحةً؟
***
إذا لم تكنْ لديكمْ إرادةُ الحلِّ، فعلى الأقلِ أوقفوا هذا الانزلاقَ الخطيرَ نحوَ الأسوأِ!
نعم، نخشى أننا نُسرِعُ الخطى نحوَ الاسوأِ بكثيرٍ، وأن تأخذنا الأيامُ والأسابيعُ الآتيةُ إلى قعرِ الهاويةِ…
فهل يتصوَّرُ أحدٌ ما معنى أن تجفَّ مصادرُ عيشِ الناسِ تماماً؟
في بطاقاتِ الائتمانِ، تُحبَسُ الرواتبُ والتعويضاتُ والمساعداتُ والودائعُ…
وبعدَ ذلكَ، وهذا الأهمُّ، أيُّ قوةٍ ستفرملُ الدولارَ، المضبوطَ اصطناعياً هذهِ الأيامَ؟
على الأرجحِ، سيجنُّ الدولارُ… ومعهُ ستجنُّ أسعارُ الخبزِ والبنزينِ والدواءِ والانترنت والاستشفاءِ، وسيجنُّ اللبنانيونَ بالتأكيدِ!
وكيفَ لا يجنُّ اللبنانيونَ، وهم يرونَ وزيرهمْ للطاقةِ "يتمرقعُ" مزهوَّاً بخطَّةِ الكهرباءِ… قبلَ أن يذهبَ لينامَ!
***
نحنُ أسرى قراصنةٍ اصطادوا الدبَّ وسلخوا جلدَهُ، وهمْ يتسلُّونَ اليومَ في إلتهامِ لحمهِ وعظامهِ...
هل هو الحظُّ اننا وُلدنا في لبنانَ،
أو إنَ اهلَ السياسةِ بارعونَ في صناعةِ الهزائمِ؟