تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
على رغم التفاوت في الاحتفالات بين المناطق اللبنانية وفي ظل التداعيات الثقيلة للحرب التي لا تزال ماثلة بقوة لدى العديد من الفئات والمناطق ، بدا استقبال لبنان للسنة 2025 محفوفا بآمال كبيرة واستبشار بطي زمن قاتم جثم لمدة طويلة فوقه وحملت الفترة الأخيرة من السنة الراحلة مؤشرات ووقائع واعدة بتبديله جذريا . وبهذه الأجواء والمناخات يمكن القول ان احتفالات استقبال السنة الجديدة لم تظهر أي أثر من شأنه لجم او تبريد حمى العد العكسي الآخذ في النفاد لجلسة 9 كانون الثاني(يناير) المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية، اذ عكست معطيات الكواليس السياسية حماوة تصاعدية ستتسم بطابع متدحرج تباعا كلما مر يوم من الأيام القليلة المتبقية لموعد الجلسة . واذا كان يمكن الحديث عن عامل جديد غير اعتيادي في هذا السياق فهو يتمثل في الجدية الشاملة والواسعة التي يتعامل عبرها الزعماء السياسيون والكتل النيابية والنواب مع موعد الجلسة باعتبارها غير قابلة لاي ارجاء أولا وهي الوعاء الأفضل لاحتواء كل أزمات البلد بانتخاب رئيس البلاد . ولذا يتضاءل عامل المناورات وتأثيرها امام تعامل القوى السياسية مع الاستحقاق اذ باتت معظم القوى والكتل تتحسبا لكل الاحتمالات .
ووسط هذه الأجواء برز في الساعات الماضية ، اكثر فاكثر ، ملف الترشيح المحتمل لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والذي صار في الأيام الأخيرة اكثر من احتمال افتراضي في ظل تكاثر مؤشرات على جدية كتلة "القوات" في الاتجاه الى ترشيح جعجع ولو ان القرار النهائي إيجابا او سلبا لن يتخذ الا في ربع الساعة الأخير أي قبل أيام معدودة قبل موعد الجلسة الانتخابية . وعلى رغم اتهامه بالمناورات في صدد ترشيح جعجع وسواه ، اكتسب موقف جديد لرئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل من احتمال ترشح جعجع دلالات بارزة استوقفت الأوساط المتابعة اذ قال باسيل انه إن كان سيختار للرئاسة بين رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وقائد الجيش جوزف عون ورئيس تيار "ألمردة" سليمان فرنجية، "معروف بين هؤلاء الثلاثة من يمتلك الشرعية الشعبية. سمير جعجع هو من يمتلك هذه الشرعية الشعبية وله الأولوية في هذا الموضوع"، وفق قوله، رغم إشارته إلى أنه لن يكون أمام هذا الخيار. وأضاف : "الموضوع ليس سراً، لقد تمّ طرح موضوع انتخاب جعجع علينا إن لم نقل طُلب منا، ونحن لا نتعاطى معه بسلبية إنما نحن نبحث في شروط نجاحه، نحن نريد رئيساً للجمهورية يصنع حلاً ويجمع اللبنانيين، ولا نمانع إذا كان جعجع قادراً على تأمين هذا الامر".
ويبدو واضحا ان باسيل يلمح الى ضرورة ان يحظى جعجع بأكثرية مرجحة وقابلة لانتخابه وهو الامر الذي يضفي دلالات إضافية لجهة ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد أوسع موجات المشاورات والجهود للدفع نحو تزكية واسعة لمرشح معين ، واذا تعذر الامر يتفتح معركة التنافس في الجلسة التي بات يرجح اكثر من أي وقت سابق انها ستحمل الرئيس الجديد للبنان.
المصدر: النهار