تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في ذروة الأزمة بين روسيا والغرب، وبدل أن يتراجع الرئيس بوتين أمام الضغوطات الغربية، قام بخطوة هجومية مفاجئة، فأعلن اعتراف روسيا بجمهوريتي؛ لوغانسغ، ودنيتسك، الانفصاليتين، ووقع مع رئيس كل منهما اتفاقيات تعاون.
قبل ذلك قدّم بوتين مطالعة شاملة، ركّز فيها على عدة نقاط فقال: أن أوكرانيا تاريخياً لم تكن موجودة كدولة، وأن روسيا هي من أسسها، وأعطتها أراضٍ في عدّة مناطق، وذكر أن أسمها كان "روسيا الجديدة" وأن لينين وبعده ستالين عززا استقلالها ضمن دول الاتحاد السوفياتي، وأن في أوكرانيا عدد كبير من الروس، الذين يتم قمعهم ومعاملتهم اليوم بشكل سيّء، وتم منع اللغة الروسية وإغلاق كافة المراكز الناطقة باللغة الروسية.
وركّز بوتين على الأهمية الاستراتيجية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا، معتبراً أنها ليست مجرّد دولة جارة، بل هناك روابط تاريخية معها، ولكنها الآن تحت الاستعمار الغربي، الذي يسعى لإشعال حرب بينها وبين روسيا، ويقوم بإرسال السلاح والبعثات العسكرية إليها، مشيراً إلى أنه في حال وضع صواريخ للناتو على أراضيها، ستُشكّل تهديداً للأمن الروسي، فالصواريخ ستكون قادرة على الوصول إلى معظم المدن الروسية خلال خمس دقائق، وهذا خطير جداً، خاصة أن الغرب والأمريكيين تحديداً لديهم عقيدة توجيه الضربة الاستباقية للعدو، وهم ما زالوا يعتبرون أن روسيا هي هذا العدو.
وقال بوتين لقد قدّمت روسيا إلى أوكرانيا مساعدات خلال عقود تفوق 150 مليار دولار، في حين لم يُقدّم الغرب لها سوى أقل من 19 مليار دولار، وأن اميركا دعمت انقلاب القوميين الأوكران عام 2014 ، وأن أوكرانيا تعاني بشكل هائل من الفساد، وأن حكامها يُنفذون إملاءات الغرب، بهدف الحفاظ على ثرواتهم المالية المودعة في البنوك الغربية، هذه الثروات التي سرقوها من الشعب الأوكراني.
وعن العقوبات الغربية قال بوتين: أنهم سيفرضون هذه العقوبات على روسيا بأي حال من الأحوال، وسيجدون الذريعة لذلك، وهدفهم الأساسي معاقبة روسيا، وهم لا يرغبون بوجودها كدولة قوية، ويسعون إلى تفكيكها بشتّى الطُرق.
وفي حين عمّت الاحتفالات بعد قرار بوتين في مناطق الدونباس، نددت الدول الغربية بهذا القرار، معتبرة أنه خرق للقانون الدولي واعتداء على سيادة أوكرانيا.
النقطة الأهم في خطاب بوتين هي: أنه اعتبر أنه اذا كان الخيار بين التعرّض للعقوبات، وتهديد أمن روسيا، فإنه سيختار الحفاظ على أمن روسيا مهما كلّف ذلك، وكما ذكر بوتين في أكثر من مرّة، بأنه إذا كان سيتم تدمير روسيا، فما معنى الحفاظ على سلامة العالم ؟ وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن أي اعتداء على بلاده، سيؤدي حكماً إلى دمار شامل للعالم، خاصة الدول المعتدية.
وعبّر بوتين عن خشية واضحة من انضمام أوكرانيا للناتو، وكذلك عن وجود نظام معادي لروسيا في كييف، وقال: أن اوكرانيا تملك كامل القدرات اللازمة لصناعة صواريخ فرط صوتية، وأسلحة نووية، وهذا سيهدد أمن روسيا ووجودها في حال وجود نظام معادٍ لروسيا وموالٍ للغرب.
ومن ناحية عسكرية، فإن أمن روسيا يحتاج إلى ضمان وجود دولة صديقة لموسكو في أوكرانيا، وذلك سيتم إمّا عبر اجتياح عسكري روسي، وإقامة نظام موالٍ لها في كييف، وإمّا عبر تقسيم أوكرانيا، على أن تشمل المنطقة الشرقية، كامل المناطق الأوكرانية المحاذية لروسيا.
لقد حصلت "الثائر" على مسودة خريطة لتقسيم أوكرانيا، وحسب المصدر، فإن الخبراء العسكريون قدّموا هذه الخريطة للرئيس بوتين، وأن نسخة من هذه الخريطة وصلت إلى الدول الغربية، ويظهر فيها بوضوح، أن روسيا تركت المناطق الغربية من أوكرانيا، والتي يوجد فيها أكثرية قومية معادية لروسيا.
ويضيف المصدر أنه وفقاً لهذه الوثيقة، فإن المنطقة الغربية ستكون عاصمتها مدينة الفوف، وأوكرانيا الشرقية ستبقى عاصمتها كييف. وفي حين شكك بعض الخبراء بإمكانية موافقة الغرب على هذا التقسيم، يطالب بعض الروس بتحرير أوكرانيا من السيطرة الغربية، ومعاقبة القوميين الأوكران، وعدم السماح بوجود نظام معادي لموسكو فيها مهما كانت التكلفة .