تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أوقفوا هذا الاستغباءَ، فهو لم يعُدْ يستُرُ عَوراتكمْ.
إذا كنتمْ تُريدونَ تقديمَ المساعداتِ إلى الأكثر فقراً، فقدِّموها مِن جيوبكمْ، أو بالأحرى من أموالِنا المنهوبةِ عندكمْ…
سلِّموا الناسَ ما تبقّى من ودائعهمْ،
ثم اجتمعوا، 20 شخصاً من "أوزانكمْ الثقيلةِ" في عالمِ الثراءِ، وليدفعْ كلٌّ منكمْ مليارَ دولارٍ ممَّا جمعهُ في جنَّةِ الفسادِ والهدرِ،
ومِمَّا هرَّبهُ من أموالِ المودعينَ.
وبالتكافلِ والتضامنِ قدِّموها إلى الذينَ صاروا تحتَ خطِ الفقرِ بسببكمْ.
في هذهِ الحالِ فقط، قد نقتنعُ بأنكمْ توقُّفتمْ عن استغبائِنا…
***
كيفَ نُصدِّقُ أن قلوبكمْ على الناسِ، وأنتمْ تناورونَ لتمريرِ موازنةٍ ليسَ فيها إلاَّ جنونُ الرسومِ، وخدعةُ الدولارِ، وإيهامُ صندوقِ النقدِ بالإصلاحِ؟
كيفَ نُصدِّقُ وأنتمْ أهدرتمْ 45 مليارَ دولارٍ على الكهرباءِ، وقرَّرتمْ إهدارَ ملياراتٍ أخرى، بلا خجلٍ؟
لماذا يا دولةَ الميقاتي قائدَ هذهِ الحكومةِ، تدفعونَ مليارَ دولارٍ سنوياً، ثمنَ الاستجرارِ من الأردن ومصر، لتغطيةِ "كم ساعةٍ" يومياً،
ولا تَبنونَ بهذا المبلغِ معملينِ يُضيئانِ البلدَ كلهُ، وبأسعارٍ أدنى على المواطنِ؟
فوقَ ذلكَ، كيفَ ستصرفونَ سلفةَ الـ5250 مليارَ ليرةٍ التي تطلبونها لوزارةِ الطاقةِ ؟ ولأنها لن تكفيَ، ما قيمةُ السُلفاتِ الإضافيةِ التي ستطلبونها حتى نهايةِ 2022؟
وأما أنتَ يا معالي السياحةِ، فما أهضمَكَ وأنتَ تنصحُ بتركيبِ العدَّاداتِ الذكيةِ،
أنصحهمْ ان يُرَكِّبوا عدَّاداتٍ ذكيَّةٍ في مجلسِ وزرائكمْ، لعلَّها تُسجِّلُ كمْ كيلوواتِ- ساعةٍ تُضيءُ أفكارُكمْ… فيما الناسُ في العتمةِ، تحتَ رحمةِ "أبطالِ الموتوراتِ"!
وبدلَ "تربيح الجميلة" بالمساعداتِ، أجيبونا:
كيفَ ستحمونَ الناسَ هذا الشهرَ من فاتورةِ اصحابِ المولِّداتِ التي قرروا زيادتها، رغماً عن هبوطِ الدولارِ؟
***
في أيِّ حالٍ، جاءَ الردُّ سريعاً على المناورةِ.
وكالةُ "موديز" العريقةُ فضحتْ ألاعيبَ مُهندسكمْ بالدولارِ، وقالتها بصراحةٍ:
المبالغُ التي تُطرَحُ في السوقِ ليست سوى هدرٍ إضافيٍّ،
ولا مساعداتٍ إلاَّ بالإصلاحِ والاتفاقِ مع الصندوقِ،
ولذلكَ، سيبقى تَصنيفكمْ عندَ مستوى "c"، الأدنى على الإطلاقِ.
***
وسطَ هذا السوادِ، كلُّ التقديرِ لجيشنا اللبنانيِّ، بقيادةِ العماد جوزف عون، الذي يسعى دائماً ويوفِّقهُ اللهُ بالمساعداتِ الخارجيةِ، فيُخصِّصُ مبالغَ ولو زهيدةً الى أفرادِ جيشنا الأبيِّ، حُماةِ الوطنِ والشعبِ،
فشكراً لإخلاصكَ وسهركَ يا عمادَ الوطنِ… لأنَ جماعةَ السلطةِ لا يُشغِّلونَ دماغهمْ هذهِ الأيامِ، إلاَّ بالرسومِ والموازنةِ الكارثيةِ...
***
إنهُ المأزقُ بشقِّهِ الماليِّ. وأما السياسيُّ فحدِّثْ عنهُ ولا حرجْ.
وقد جاءَ مقتضباً ردُّ الدبلوماسيةِ اللبنانيةِ على بنودِ الورقةِ الخليجيةِ:
النأيُ بالنفسِ، ووقفُ التدخِّلِ في شؤونِ الخليجِ، وتنفيذِ القرارينِ 1559 و1701 وسوى ذلكَ:
ومِن الآخرِ، لا قدرةَ لنا على التنفيذِ، إنهُ أمرٌ أكبرُ منَّا...
***
وهكذا، فالكارثةُ تتكاملُ،
وكلُّكمْ، بلا استثناءٍ، ساهمتمْ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ على مدى 25 عاماً في إرسالنا، لا بل ارسائِنا في جهنمٍ.
ولكنْ ثقوا، سيبقى هذا الوطنُ أكبرَ منكمْ جميعاً!