تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أمَّا وقد "شطَّطَ" دولةُ الرئيسِ ميقاتي في شَرْمِ "الشيخِ" لمؤتمرٍ عن "الشبابِ"، فنريدُ أن نُذكِّرَهُ:
هنا، يموتُ "الشيخُ" مريضاً وحيداً ويهاجرُ "الشبابُ"!
فما الفائدةُ إذاً مِن مشاويركَ الطائرةِ، مُحاطاً بالوزراءِ ومدجَّجاً بالمستشارينَ، وطبعاً على حسابِ الدولةِ المفْلِسَةِ المنهوبةِ وشعبها الجائعِ؟
لا تقولوا لنا "رايحين نْجيب المنّ والسلوى" يا دولةَ النجيبِ.
في الحقيقةِ، شِفنا مِنكمْ "المنّ" في غلاسكو، وأما السلوى فهي هنا. تعالوا وتفرَّجوا وتَسلَّوا…
***
تفرَّجوا... في أيِّ مستنقعٍ من الوحلِ نتخبَّطُ اليومَ، فيما ينشغلُ كلٌّ منكمْ بنفسهِ ومشاريعهِ الخاصةِ!
رئيسُ الجمهوريةِ لا "يُقلِّعُ" معهُ الحوارُ،
وأنتمْ لا "تُقلِّعُ" معكمْ خطةُ النهوضِ،
وأما فريقكمْ الوزاريُّ الذي اخترتموهُ فلا "يقلِّعُ" بشيءٍ،
قُلْ لنا يا معالي الاقتصادِ، كيفَ تُمضي نهاراتكَ إذا كنتَ مستسلماً لهستيريا الأسعارِ!
قُلْ لنا يا معالي الطاقةِ، من أينَ جئتَ بالخطةِ العظيمةِ، فانتقلنا من "نِصْفِ عتمةٍ" إلى العتمةِ الكاملةِ؟
قُلْ لنا يا معالي الاتصالاتِ، ماذا تفعلُ سوى أنكَ تبحثُ عن اللحظةِ المناسبةِ للانتقامِ من الناسِ بمضاعفةِ أسعارِ الهاتف والإنترنت؟
قُلْ لنا يا معالي الأشغالِ، أينَ هي أشغالكمْ هذهِ الأيامَ؟
وقُلْ لنا يا حضرةَ الطبيبِ، وزيرَ الصحةِ الشفافَ، هل ستضربُ بيدكَ على الطاولةِ وتقولُ للمافيا:
على الأقلِّ مرضى السرطانِ أتركوا لهم الأدويةَ!
وأما أنتَ يا معالي التربيةِ فقُلْ لنا، ما الذي تستطيعهُ إذا كنتَ لا "تَمونُ" على المدارسِ:
افتحوا الأبوابَ أو أقفلوها؟
***
في الحقيقةِ، إذا أردتَ يا دولةَ النجيبِ أن تذهبَ إلى شرمِ الشيخِ للتنفيسِ وتغييرِ الجوِّ، فربما معكَ حقٌّ…
هنا، نحنُ نختنقُ بالتلوُّثِ على أنواعهِ… السياسيِّ خصوصاً.
وعلى سيرةِ التلوُّثِ السياسيِّ، هل تعرفونَ أن مطمر "الجديدة" على وشكِ الانتفاخِ مجدداً،
والبلدياتُ عاجزةٌ إزاءهُ، لأنَ المئاتَ من الناسِ ينكبُّونَ على التنقيبِ فيهِ عن زجاجٍ أو معدنٍ أو بلاستيك؟
هل سبقَ أن رأينا هذا المشهدَ المخزِيَ في لبنانَ، قبلَ "مرمرِ زمانِنا" معكمْ كلكمْ؟
على الأقلِّ، قبلَ مشواركمْ إلى ضفافِ البحرِ الأحمرِ،
عالجوا بحرَنا الأبيضَ المتوسطَ، والذي صارَ بفضلِ افسدِ الفاسدينَ،
"البحرَ الأسودَ المتوسِّخَ"!
***
على الأقلِّ، يا "مجموعةَ وزراءِ" دولةِ الميقاتي ،
"اكسروا لنا عَيننا" بإنجازٍ معيَّنٍ ثمَ افعلوا ما تشاؤونَ…
ولكنْ، كيفَ نطلبُ منكمْ ذلكَ، والمثلُ يقولُ:
عندما لا تستحي، يمكنكَ أن تفعلَ ما تشاءُ!