تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كيفَ لمتفرِّجٍ على الإنهيارِ، أن يتفاءلَ؟
وأينَ أصبحَ شعارُ "حبِّ الحياةِ" في مواجهةِ "ثقافةِ الموتِ"؟
التفاؤلُ تصنعهُ السلطةُ وليسَ الافرادُ .
فإذا تفاءلَ أربعةُ ملايينَ لبنانيٍّ ، من دونِ ان توفرَ السلطةُ السياسيةُ عواملَ هذا التفاؤلِ ،
فماذا تكونُ عليهِ النتيجةُ العمليةُ ؟
لا شيء .
***
فماذا ينفعُ أن يتفاءلَ اللبنانيُّ بقربِ تشكيلِ الحكومةِ فيما السلطةُ السياسيةُ تعرقلُ تشكيلَ هذهِ الحكومةِ منذُ ما يقاربُ المئتي يومٍ ؟
اللبنانيُّ ميَّالٌ إلى التفاؤلِ لكنه يحتاجُ إلى مَن يثبتُ لهُ هذا الوضعَ ، فلا يجدُ امامهُ إلا السلطةَ ، وهذهِ مسؤوليتها قبلَ أيِّ شيءٍ آخر .
***
نقولُ هذا الكلامَ لأنهُ اول امس الاحد شهدت المناطقُ اللبنانيةُ ولا سيما الساحليةُ منها ما يمكنُ تسميتهُ " انتفاضةَ تفاؤلٍ وحبِّ الحياةِ " :
الصيفيةُ فاجأت الناسَ ولو ليومٍ واحدٍ فهربوا إلى الشواطئِ المكتظةِ من البترون حتى الزيتونة باي، والتي امتلأت كأننا في أحدِ ايامِ تموز.
ومَن لم يهرب إلى البحرِ ، فضَّلَ الجبلَ، فنسوا جائحةَ الكورونا ونسوا ارتداءَ الكماماتِ .
إنها قصةُ اللبنانيُّ مع تفاؤلهِ ومع حبهِ للحياةِ .
ولكن ليسَ بالتفاؤلِ وحدهُ يحيا اللبنانيُّ ، المطلوبُ خطواتٌ عمليةٌ تبدأُ بتشكيلِ الحكومةِ وتنصرفُ إلى العملِ بسرعةٍ لوقفِ الإنهيارِ الذي بداية طلائعه...
قربُ بلوغِ سعرِ ربطةِ الخبزِ عشرةَ آلافِ ليرةٍ وسعرُ صفيحةِ البنزين مئةُ الفِ ليرةٍ ،
فهل تكفي هذهِ المؤشراتُ لتكونَ الدافعَ الى المعنيينَ لتحكيمِ ضمائرهم؟
***
المشكلةُ انه بعدَ فترةٍ ليست ببعيدةٍ ، لن يعودَ بالإمكانِ إعادةُ الوضعِ ليكونَ قابلاً للتصليحِ :
الناسُ لم تعد لديهم القدرةُ على الإستمرارِ .
العائلاتُ في حالةٍ من الحيْرةِ في ما يتعلقُ بالسنةِ الدراسيةِ، فماذا يفعلونْ ؟ هل يعيدونَ ابناءهم إلى المدارسِ؟ وماذا عن شروطِ التباعدِ ، هل ستتأمنُ ؟
هل صحيحٌ ان موضوعَ طلبِ العودةِ إلى المدارسِ خلفيَّتهُ ماليةٌ وليستْ تربويةً ؟
لحثِّ الأهلِ على دفعِ الأقساطِ تحتَ طائلةِ عدمِ السماحِ لهم بإكمالِ السنةِ الدراسيةِ ؟
***
الناسُ في ضياعٍ لأنَ لا احدَ يخبرهم الحقيقةَ كاملةً ليعرفوا كيفَ سيتصرفونَ!
وإلى أن تُقَدِمَ السلطةُ كلَّ الاجوبةِ إلى الناسِ ، فألى أينَ سيتوجَّهونَ لأخذِ الاجوبةِ ؟
إننا في وضعٍ غيرِ مسبوقٍ لا بعدَ الطائفِ ولا حتى قبلهُ ، فقط نريدُ ان نقولَ شيئاً واحداً :
الشعبُ اللبنانيُّ شعبٌ بطلٌ،
فعلى رغمِ كلِّ المصائبِ والمصاعبِ، التي مرَّت عليهِ ،
فإنه ما زالَ صامداً ،ربما هذا الصمودُ هو الذي يُعوَّلُ عليهِ لأعادةِ النهوضِ بالبلدِ في المرحلةِ المقبلةِ،
خاصةً بعدَ الانتخاباتِ الرئاسيةِ السوريةِ، وكذلكَ الايرانيةِ وبالتالي المحادثاتِ الاميركيةِ – الايرانيةِ.
فاذا كان هناكَ أيُّ ضوءِ اتفاقٍ سينعكسُ سريعاً وايجابياً على لبنانَ بإذنِ اللهِ .