تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الخوفُ كلُّ الخوفِ ان يعودَ المحققُ العدليُّ الجديدُ القاضي طارق البيطار الى نقطةِ الصفرِ في ملفِ تفجيرِ مرفأ بيروت، وهذا يعني عودةً بالادلةِ وبالوقائعِ والشهودِ والشهاداتِ والادعاءاتِ الى اليومِ التالي لانفجار 4 آب.
كما يعني شهوراً اضافيةً قبلَ ظهورِ الحقيقةِ اذا كانَ يُرادُ لها ان تظهرَ... فهل هذا المطلوبُ؟
هل المطلوبُ تأخيرُ العدالةِ والحقيقةِ لأنها ستكونُ موجعةً وقاتلةً ومدمِّرةً أم ان المطلوبَ ضياعُ المحققُ العدليِّ من جديدٍ بالعقباتِ القانونيةِ والشكليةِ تحتَ عنوانِ " احترامُ القوانين" حتى يستسلمَ الناسُ وينسوا...
***
من المفترضِ ان يكونَ المحققُ العدليُّ الجديدُ قد سمعَ صرخاتِ الاهالي وغضبهم وان يكونَ مرَّ كلَّ يومٍ امامَ الهياكلِ العظميةِ لمؤسساتِ ومباني واداراتِ وبيوتِ بيروت...
ومن المفترضِ ان يكونَ لهُ قلبٌ وضميرٌ حتى يتابعَ من المكانِ الذي انتهى اليهِ القاضي فادي صوان ..
وان يتابعَ ويَزيدَ على لوائح المدعى عليهم، ولا يتوقفُ عند احدٍ.. يُخلي سبيلَ بعضِ الابرياءِ الموقوفينَ ويتابعُ تحقيقاتهِ ليقول لنا: مَنْ جاء بالنيتراتِ الى لبنان؟؟
***
لمصلحةِ مَنْ جيء بها؟ ومَنْ تصرفَ بها، ومن غضَّ النظرَ؟ والى أين ذهبت؟ اما الباقي فتفاصيل.
وفي انتظارِ حقيقةِ المرفأِ التي لا تعلو عليها أيةُ حقائقَ اخرى.
يبدو ان الانتظارَ سيكونُ طويلاً وصعباً لولادةِ الحكومةِ.
فما صدرَ مَنْ مواقفَ في نهايةِ الاسبوعِ يؤكدُ ما سبقَ أن حذَّرنا منهُ مراراً..
لم تعد اللعبةُ داخليةً بل صارتْ خارجيةً وزادت تعقيداتها . لكنَ اللاّفتَ في ما سمعناهُ في اليومينِ الماضيينِ عودةُ الحديثِ عن ادوارٍ اقليميةٍ في الشأنِ اللبنانيِّ سبقَ لنا وأن نسينا الاعتمادَ عليها وخصوصاً لناحيةِ حمايةِ حقوقِ وادوارِ المسيحيين في لبنان، فلماذا العودةُ الى هذا الخطابِ اليوم؟ولماذا اعادةُ فرزِ اللبنانيينَ بينَ نظامٍ ونظامٍ وبينَ محورٍ ومحورٍ فيما المطلوبُ ان يوحِّدهمْ محورٌ واحدٌ هو الجوعُ الذي يقضُّ مضاجعَ الجميعِ...
والى الجوعِ تُضافُ البطالةُ والخوفُ على المستقبلِ..
***
يبدو البلدُ متروكاً ومنسياً وعلى قولِ المثل "حارة كل مين ايدو إلو" .
في السياسةِ ، ضاعَ اللبنانيون مَنْ يصدِّقونْ ومع أيِّ منطقٍ يتماهون.. وصاروا على كثرةِ التجاربِ المُرَّةِ التي يعيشونها يَخافونَ تبنِّي نظريةٍ في السياسةِ على حسابِ نظريةٍ اخرى..
ثمةَ امرٌ واحدٌ مُسلَّمٌ به.. ثمةَ ثابتةٌ يُجمعُ عليها اللبنانيونَ وهي خشبةُ خلاصهم:
الدورُ الذي يلعبهُ قائدُ الجيشِ العماد جوزف عون بحكمةٍ وحزمٍ، برويةٍ وبهيبةٍ، في حفظِ الامنِ في البلادِ، رغمَ كلِ المطبَّاتِ ورغمَ كلِ العراقيلِ.
لقد قادَ هذا الرجلُ المترفِّعُ عن كلِّ شيءٍ بصمتِ المؤسسةِ العسكريةِ بحكمةٍ كبيرةٍ منذُ ثورةِ تشرين الاول ولغايةِ اليوم، وحمى الناسَ وحمى المؤسساتِ بحيث أبقى على المؤسسةِ العسكريةِ الضمانةَ الوحيدةَ املاً للبنانيينَ فيما هُمْ يفقدونَ الأملَ بكلِ شيءٍ..
حمى اللهُ احدَ أبرزَ ما ومَنْ تبقَّى لنا... ليبقى لبنان..