تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نتعاملُ مع ذكرى الحربِ وكأننا نعودُ إليها،
كلُّ خطاباتِنا الرسميةِ والشعبيةِ تأتي وكأنها تقودنا إليها او تُحذِّرُ منها، وكأنَّ لا شيءَ تغيَّرَ ولا دستورٌ جديدٌ أُقرَّ ولا جمهوريةٌ جديدةٌ ولدتْ ولا توازناتٍ أنقلبتْ..
فهلْ في الأفقِ خوفٌ منْ حربٍ أهليَّةٍ يهمسُ بعضُ السياسيينَ والديبلوماسيينَ وكأننا نذهبُ إليها.
على ضوءِ الكلامِ عنْ نزعِ سلاحِ حزبِ اللهِ وعنْ آليَّةِ نزعِ هذا السلاحِ،
وعنْ طريقةِ العزلِ او التطويقِ او الضغطِ التي يتعرَّضُ لها الحزبُ ويتمُّ تصويرُ الامرِ وكأنهُ ضغطٌ على الطائفةِ الشيعيةِ.
لكنَّ.. حرصَ رئيسِ الجمهوريةِ على الحوارِ وعلى بناءِ الجسورِ وعلى محاولاتِ كسرِ التوازناتِ الداخليةِ منْ خلالِ الضغوطِ الخارجيةِ،
ربَّما قد تنجحُ في أخذِ البلادِ إلى أجواءٍ منْ التهدئةِ تمهيداً لإستحقاقاتٍ داهمةٍ،
ومنها الانتخاباتُ البلديةُ التي تبدأُ بعدَ أقلَّ منْ ثلاثةِ اسابيعَ، والتي تتطلبُ مناخاً كبيراً منْ التهدئةِ لا سيَّما أنها تأخذُ طابعَ عرضِ العضلاتِ قبلَ سنةٍ منْ الانتخاباتِ النيابيةِ،
وحقلُ اختبارٍ للقوى السياسيةِ حولَ مدى تجاوبِ القواعدِ الشعبيةِ معها، بدلَ أنْ تكونَ إختباراً حقيقياً لقوى الإنماءِ والعملِ البلديِّ ضدَّ تدخُّلِ السياسةِ والسياسيينَ بالاداراتِ البلديَّةِ.
***
وفي الانتظارِ، ندخلُ إلى اسبوعٍ فيهِ الكثيرُ منْ محطاتِ الصلواتِ والرَّجاءِ والتوبةِ،
لكنْ ايضاً الكثيرُ منْ محطاتِ العملِ النيابيِّ عشيَّةَ مشاركةِ لبنانَ في اجتماعاتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ في 21 نيسان لمناقشةِ مشروعِ قانونِ إلغاءِ السرِّيةِ المصرفيةِ بناءً على الضغوطِ الدوليةِ وضغوطِ صندوقِ النقدِ،
وهكذا نُودِّعُ هذا الاسبوعَ أقلَّهُ في اللجانِ المشتركةِ قانوناً حمى ثرواتَ الناسِ كما جلبَ الاموالَ والاستثماراتَ إلى البلادِ، ويتمُّ تظهيرهُ اليومَ،
وكأنهُ اساسُ الجرائمِ الماليةِ في البلادِ، والاسوأُ أنَّ المطلوبَ إقرارُ رفعِ السرِّيةِ المصرفيةِ بمفعولٍ رجعيٍّ، نعمْ، أكرِّرُ بمفعولٍ رجعيٍّ، يعودُ إلى عشرِ سنواتٍ وأكثرَ إلى الوراءِ.
***
فأيُّ دولةٍ تحترمُ نفسها إلاَّ "جمهورياتُ الموزِ" تُشرِّعُ قوانينَ بمفعولٍ رجعيٍّ،
إلاَّ إذا ارادتْ الأقتصاصَ منْ ناسِها ومعاقبتَهمْ وتهشيلُ منْ تبقَّى وما تبقَّى!
للبحثِ صلةٌ!