تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بالكثيرِ من القلقِ والخوفِ تلقّف المواطنونَ كلامَ وزيرِ الداخليةِ المستقيلِ محمد فهمي حول المرحلةِ المقبلةِ حين تحدث عن سيناريو احداثٍ امنيةٍ مقبلةٍ، عن الخوفِ من اغتيالاتٍ ومن تفجيراتٍ واعمالٍ امنيةٍ جرَّاءَ الفراغِ في السلطةِ التنفيذيةِ ومن جراءِ تداعياتِ رفعِ الدعمِ جزئياً عن بعضِ الموادِ الاستهلاكيةِ والغذائيةِ والمحروقات.
عملياً، السيناريو الذي تحدثنا عنه قبلَ اشهرٍ ها نحنُ نصلُ اليه، اما الاسوأ الذي تؤكدهُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ غربيةٌ فهو مرحلةُ الفراغِ الكبيرِ الذي يُخشى منه مع غيابِ أي امكانيةٍ لتشكيلِ الحكومةِ ومع استحالةِ اجراءِ انتخاباتٍ نيابيةٍ وربما استحالةِ انتخاباتٍ رئاسيةٍ.
***
كل هذا حسبَ المصادرِ قد يؤدي الى مؤتمرٍ تأسيسيٍ جديدٍ؟
فهل هذا ما ارادهُ ويريدهُ من يتحكّمُ برقابِ الناسِ ومن يأخذُ المواطنين رهائنَ لعبةِ التحكّمِ بالسلطةِ وبمفاصلها؟
لا يهمُ الناسَ أيُ وزيرٍ من حصةِ مَن، ومَن يعِّينُ الاسماءَ، ومن يختارها ووفقَ أيِ معاييرَ. كلُّ ما يريدونهُ دولةٌ تعيدهم سنةً الى الوراءِ قبل ان تبدأ اوضاعهم بالانهيارِ...
لا يريدونَ التطلعَ الى الامامِ ولا التفكيرَ بالمستقبلِ ولا منافسةَ دولٍ مجاورةٍ. تقزَّمتْ احلامُ الناسِ لتطلبَ ان يعودَ وضعهم كما كان قبل سنةٍ...
***
السجالُ في مجلسِ النوابِ والنقاشاتُ الهادئةُ كما الصافيةُ حول رسالةِ رئيس الجمهوريةِ المتعلقةِ بالتدقيقِ الجنائي بلا جدوى... لن تعيدَ للناسِ اموالهم وجنى اعمارهم، ولن تقدِّمَ للبناني الحقائقَ حولَ الفجوةِ الماليةِ في مصرفِ لبنانَ، وكيف طارتْ اموالُ المودعينَ ومن المسؤولُ حقيقةً عن هذا الامرِ؟ حاكمُ المركزيّ أم الحكوماتُ المتعاقبةُ أم وزراءُ المالِ أم هذا النظامُ الفاسدُ بكاملهِ؟
***
ستمرُ أشهرٌ قبل ان يلمسَ اللبنانيونَ الحقائقَ، وقد لا يلمسونَ شيئاً لان توازنَ الرعبِ في الفسادِ يَمسكُ بهِ الجميعُ لأن الجميعَ نهلوا وغرفوا من اموالِ الدولةِ من دونِ حسيبٍ او رقيبٍ...
فهل يكفي تدقيقٌ جنائيٌ في مؤسسةٍ او عدةِ مؤسساتٍ، وهل نحن قادرونَ في بلدِ المحمياتِ الطائفيةِ والمذهبيةِ والحزبيةِ والسلاحِ المتفلّتِ والجزرِ الامنيةِ على دكِّ الناسِ في السجونِ وعلى محاسبتهم أم ان هذا الامرَ قد يأخذُ الى حربٍ اهليةٍ تحت عنوان :" ستة وستة مكرَّر"؟
***
نحنُ في المأزقِ ونحنُ رهائنُ، رهائنُ الجنونِ اللبنانيِ ورهائنُ الاحقادِ والنكاياتِ التي تحكمُ اداءَ اغلبيةِ من يمسكونَ بالسلطاتِ في البلدِ....
لا يُصدّقُ الناسُ ولا يريدونَ ان يصدِّقوا وصاروا مخدّرينَ امام ما يتابعون.
هل هناك ما يقلقُ اكثرَ من التقاريرِ الاخباريةِ حول معالمِ الدويلاتِ التي ترتسمُ على طولِ الخريطةِ اللبنانيةِ الصغيرةِ؟
أليسَ ما يُخيفُ هو الادارةُ الماليةُ الذاتيةُ في بعضِ المناطقِ من خلالِ ماكيناتِ الصرفِ الآلي، كما الادارةُ الصحيةُ والاجتماعيةُ والمائيّةُ والكهربائيّةُ وصولاً الى شبكةِ الاتصالاتِ، هذا طبعاً بالاضافةِ الى النظامِ الامني المعروف؟
***
عندما تغيبُ قدرةُ الدولةِ وعندما تفقدُ هيبتها ، نريدُ قضاءً عادلاً واكثرَ من بطاشٍ، وعندما ينتشرُ السلاحُ ... وعندما تسقطُ دولةُ القانون... ما هي الحاجةُ للدولةِ المركزيةِ؟
وما الداعي لسلطةٍ مركزيةٍ وحكومةٍ ووزراءَ ومجلسِ نوابٍ يشرِّعُ ... لماذا اضاعةُ الوقتِ؟
فلتحكمْ دولةُ الفوضى ... وليحكمُ الطغاةُ... الخوفُ اننا ربما نحنُ هنا... ولا مفرَ لنا.