تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
التوترُ على الحدود الجنوبية ليل امس الاول زاد من قلقِ اللبنانيين ومن مخاوفهم.. هل تتحمّلُ اعصابُهم وأرزاقهم وحياتهم اليومية ارتداداتٍ جديدةً؟
هل بمقدورِ الناسِ المنتظرين كما "غودو" املاً قد يأتي او لا يأتي بصمتٍ وانكسارٍ ان يتحملّوا بعد تبعاتِ أي توترٍ من اي جهةٍ جاءت...؟
الأنكى ان البلد وكما يقال "فالت" من دونِ سقفٍ امنيٍ او اجتماعيٍ او ماليٍ ومن دون ضوابط.
***
ينتظر اللبنانيون تعيينَ موعدٍ للاستشاراتِ لتكليف رئيس الحكومة.
لكن الاستشاراتِ وكما كتبنا بالامس تنتظر بدورها حل عقدةِ ما بعد شطبِ اسم سعد الحريري عن المرشحين لرئاسة الحكومة.
مَن الشخصيةُ التي ستخاطرُ وتقبلُ بترؤسِ حكومةٍ على بلدٍ مدمّرٍ بحاجةٍ لملياراتِ لاعادة اعماره، وعلى بلدٍ مفلسٍ وبحاجةٍ لاموالٍ لن تأتي من الخارج، على بلدٍ تنهارُ مؤسساتُه الواحدةُ تلو الاخرى بسبب كورونا وتبعاتها... فمن سيتجرأ؟
بعد شطبِ اسم الحريري من المعادلةِ والتي يُقال انه قد يكون شطباً نهائياً،
يعودُ اسم السفير نواف سلام للتداول ويُقال ان احد رؤساءِ الكتلِ الكبرى الذي كان يرفض اسمه صار يُجاهر في الصالوناتِ انه يرحّب به لحساباتٍ دوليةٍ ورئاسيةٍ طبعاً ...
فهل يرفضُ هنا الثنائي الشيعي من جديدٍ اسم نواف سلام؟
***
واذا اصرَّ رئيس الجمهورية على المضي بالاستشارات وأعلن اسم نواف سلام لتشكيل الحكومة فهل يقاطع الثنائي الشيعي الحكومة وتُطرح هنا مسالةُ الميثاقيةِ كما في حكومة فؤاد السنيورة سابقاً بسببِ غيابِ التمثيلِ الشيعي الحقيقي؟
من الواضح ان هناك عواملَ داخليةً وخارجيةً لاخراج سعد الحريري من المعادلة ولكن هذا يعني ان الولادةَ ستكون صعبةً ام ستكون بعيدةَ المدى اولا بسبب التمثيل السني ولا سيما بعد الاحباطِ الذي مُني به.
وثانياً بسببِ طبيعةِ الاسماء التي ستدخلُ اليها وثالثاً حيالَ دورها ومهماتها... ورابعاً حيالَ عقدة الثنائي الشيعي ...
وفي الكلام عن دور الحكومة المقبلة وطبيعة مهماتها هل يُعقل الكلام المتداول في الاروقة عن ان هذه المهمة ستكون للاصلاحِ الحقيقي والتغيير ولمحاربةِ الفساد في السنتين الاخيرتين من عمرِ العهد؟
***
طالما الامر كذلك هل سنكون امام حكومةٍ طبقِ الاصل عن حكومة حسان دياب تكون عاجزةً وفاشلةً وغير محصنةٍ بالسياسةِ ام حكومةُ وحدةٍ وطنيةٍ تبدو عرجاءَ من اول الطريق لمجرد غياب التمثيل الحقيقي لاكثرَ من طرفٍ فيها...؟
فماذا سيكون بامكانها ان تفعلَ؟
واستطراداً هل ما تمّ العجزُ عن القيامِ به في اربعِ سنواتٍ سنتمكن من القيام به في اخر سنتين يتخللهما بدءُ التحضيرِ لانتخاباتٍ نيابيةٍ بعد اقلِ من سنةٍ وثمانيةِ اشهرٍ ؟
***
ربما يكون نموذجُ "التناتش" حول تفاصيل عقد وزارة العمل مع شركة التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان هو المؤشرُ لما قد تحمله الكباشاتُ للمرحلةِ المقبلة...
فريقٌ يريدهُ مقيَّداً بالاحكامِ والموانعِ القانونيةِ والدستوريةِ.
وفريقٌ آخر متسلَّحٌ بنصوص حق الوصول الى المعلومات للحصول على اكبرِ قدرٍ ممكن من الوثائق... فأي اصلاحٍ؟
في الانتظارِ المقلق...
لا احد يجيبُ الناسَ عن الاسئلةِ الموجعةِ لا سيما مع تصريح حاكم البنك المركزي عن نيتهِ وقفُ الدعمِ على المواد والسلع الاساسية...
فكيف سيأكلُ الناسُ؟ واي كهرباءٍ ستأتيهم؟ وكيف يقودون سياراتهم؟
كيف سيعيشون او كيف سيتنفّسون باعتبارِ ان النفسَ صار "عالآخر"...
***
يُروى ان حسان دياب طلب من اللواء محمود الاسمر ترؤس اجتماع لمواجهة كورونا ويشارك فيه موفدٌ من قبله وموفدٌ من قبل رئاسة الجمهورية..
يفاجأ رئيس الحكومة باتصالٍ من وزير او بالاحرى سوبر وزيرة تطلب منه فضّ الاجتماع لان الاولويةَ لها بترؤسِ الاجتماع...
خضعَ حسان دياب لهذا الضغطِ وطلب من اللواء الاسمر فضّ الاجتماع المخصّص لمواجهة كورونا...
هكذا تُدارُ الدولةُ وهذا مثلٌ بسيطٌ من أمثلةٍ أعظم .
ألسنا على حقٍ بان البلدَ "فالت"؟