تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كل شيءٍ مُرٌّ على اللبنانيين هذه الأيام. يستيقظون على صدمةٍ وينامون على كابوسٍ.
من أيام الجوع في الحرب العالمية الأولى، وسفربرلك، لم يعيشوا هذا المستوى من القلق والهواجس.
وفوق ذلك، يشعرون أنهم يَتامى: لا سلطةَ ترعاهم بل جماعةٌ تأخذهم يوماً بعد يوم نحو الفشل:
لا الوعودُ بالإصلاحِ ظهَر شيءٌ منها، ولا البطالةُ ولا الغلاءُ الفاحشُ والتضخم يوضعُ حدٌّ له… ولا الأموال المنهوبةُ يفكِّرُ أحدٌ في استردادها...
لقد قرَّفتونا عيشتنا.
***
كنا بـــ15سنة من حكم فساد الفاسدين.
فصرنا اليوم بحكم الأكاديمي الذي يعدنا كل يومٍ بأنه سيقطعُ دابرَ هذا الفساد…
ولكن "ما خلّونا"!
صباحاً نتروَّق وعوداً بالإصلاح، ظهراً نتغدّى وعوداً بالمحاسبة ونشبع… ومساءً نتعشى وعوداً بالشفافية حتى ننتفخ!
الأكاديميا عظيمةٌ ...لكن البلد يحتاجُ إلى الحكمةِ والدرايةِ.
هل خطيئتنا عظيمةٌ إلى هذا الحدّ: يأتينا إما الفاسدونَ وإما العاجزونَ!
***
بئسَ هذه الأيام… وبؤسَ شعبنا الصابرِ المعذَّب!
كيف "طِلعِت معك" أنك حققتَ 97 في المئة من الوعود خلال 100 يوم يا دولة الرئيس؟
فعلاً مذهلٌ دولة الرئيس. لو كان هناك صاروخٌ أميركي، لا دكتور في الجامعة الأميركية، ومن صنع "الناسا" لما كان أسرع منكم في تحقيق الأهداف في الفضاء الخارجي!
ولو كانت هناك ماكينةٌ لقياس الإنجازات من صنع الإنكليز، ذوي الأعصابِ الباردة، لما تجرأَواْ على أن يقيسوا الإنجازات كما أنتم فعلتم… بكامل البرودة!
فعلاً، عمرانة إنجازاتكم!
***
ظاهرةُ إنجازاتكم: دولارنا في السوق السوداء بـــ5 آلاف.
ولدى صرّافي الفئة الأولى، المواطنون الذين كانوا يشحدون الـــ200 دولار من المصارف لجأوا إليهم...
وكل يوم شائعةٌ تهزُّ الأبدان:
ذاهبون إلى فوضى، اضطرابات، تدهور متسارع في الصحة والتعليم والكهرباء، ومجاعةٌ على الأبواب… وفلتان لزعران الشوارع…
وكل يوم، نفيٌ لشائعةٍ، ثم تنبت أسوأ منها...
***
وفوق ذلك، اللبنانيون يتصارعون:
ناس مع قانون قيصر وناس ضدهُ… وناس يقولون بالتزام العقوبات، وناس يرفضونها…
ولا أحد يستحي.
أو تتحرّك فيه الوطنية والمسؤولية ويقول:
أين لبنان من كل هذا؟
وكيف سيحفظ لبنان رأسه في صراعات الأمم الكبرى والصغرى؟
***
ولكن، في المحصِّلة ، نعرف أن الله لن يتخلّى عنا، وأن الأيام العصيبة ستزول عاجلاً أو آجلاً، وأن "الكورونا المالية والاقتصادية" و"الكورونا الأخلاقية" و"كورونا فاسدي الفساد" الى مزبلةِ التاريخ.
فيا شعب لبنان الأبيّ الأصيلَ لا تخف. ومهما اشتدت ظلمةُ الأيام فالنهار أتٍ لأننا مؤمنون بربنا ووطننا… ولأن الله معنا، والله مع الصابرينَ إنْ صبروا.
"الله يعينُ لبنان" وشعبهُ المعذَّب حتى يتجاوز هذه المحنة، وليكن عبورنا سريعاً.