تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا تُعلِّقوا آمالاً كبيرة،على ضخ الدولارات،فما سيحدثُ متواضعٌ جداً.
أيها اللبنانيون، إنتبهوا جيداً، ولا تتهافتوا على مكاتب الصيارفة المصنفة فئة اولى ومجموعها على كامل الاراضي اللبنانية 50 صرافاً،لأنكم ستُخذلونَ وستُحبطون. فما يجري ليس ضخاً للدولار بل إعطاء الدولار لقطاعاتٍ قليلةٍ جداً إن وجد،ولأشخاصٍ قليلين ووفق شروطٍ ليست سهلة،ووفق الآلية التالية :
يتقدَّم الصرافون المرخصون بطلباتهم إلى مصرف لبنان وفق حاجاتهم مقرونةً بالأوراق الثبوتية لهذه الحاجات :
مستوردو المواد الغذائية والقمح والأدوية والتجهيزات الطبية والعائلات التي لها أبناءٌ يدرسون في الخارج ...
تُعطى هذه الدولارات لأصحاب العلاقة ويُصار إلى التدقيق في كيفيةِ صرفها ...
هذا هو الضخ الذي حُكي عنه، وهذا يعني ان ليس بإمكان احد، خارج هذه الدائرة، التوجه إلى الصرافين لشراء دولارات لأنه لن يجدها .
وآليةُ إعطاء الدولارات للمجموعات والفئات الآنفة الذِكر ستكونُ من ضمن تنسيق منظم بين الأمن العام ومصرف لبنان والصيارفة، وقد تمَّ اعتماد هذه الآلية لأن الأمن العام واستطراداً اللواء عباس ابراهيم "مطمئِنُ الجمهورية" من الامن الى المال الى المفاوضات، قادر على القيام بدور "ضبط" هذه العملية لئلا يفلت السوق وتفلت الأوضاع كما حصل في الأسبوع الفائت .
***
ماذا يعني هذا الامر؟
يعني بكل بساطة ان المواطن سيبقى في نطاق "البهدلة": دولار.. دولار.. دولار... ولا يخدعنَّه احدٌ بالقول له إنه بالإمكان التوجه إلى مكتب للصيرفة لشراء دولار . هذا يعني ان زمن شراء الدولار للإحتفاظ به في المنزل قد ولى، فلا دولار إلا للحاجة ...
صحيح أن هذا القرار هو قرارٌ مجحفٌ بحق المودعين.
فبأي حقٍ تُقرض الدولة من اموال المودعين؟
بأي حقٍ تُحتجز أموالهم؟
ومَن يملك حق القول للمودعين أنه لا يحق لكم السحب من أموالكم والتصرف بها؟
إنه جورٌ ما بعده جور !!!
أما القول أن أموال المودعين محفوظةٌ ولكن لا يمكن إعطاؤهم إياها، فهذا هو القهر بعينهِ؟
فمَن يقرر للناس متى بإمكانهم سحب ودائعهم؟ واذا كانوا يحتاجونها اليوم، فمَن يحق له القول لهم أن ليس بالإمكان سحبها إلا حين تقرر السلطة ذلك؟ من فضلكم ان تفهمونا عن أي سلطةٍ!
وهل حصلت هذه "السلبطة" غير في لبنان؟
لا في كوبا ولا في فنزويلا ولا في اي دولة من الدول الشيوعية لا في القرن الماضي، ولا في مطلع هذا القرن.
إنها أكبرُ عمليةٍ محبوكةٍ موصوفةٍ في التاريخ.
ولكن ليكن معلوماً، طالما أن هذه العملية هي الأكبر في التاريخ، فإن مقاومتها ستكون الاكبر في التاريخ، وإن غداً لناظرهِ قريب .
***
هذا الشعب من مقيمين ومغتربين والذي افنى عمرهُ في سبيل ان يجمع ما يمكن ان يؤمن مستقبل ابنائه، لن يسمح لمن وضعوا ايديهم على امواله، أن يتصرفوا بها ...
هذا الشعبُ اللبنانيُ الأصيلُ سيستردُ حقوقهُ، مهما طال الزمن...