تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نبكي والأسى والحزن يعتصران في قلوبنا....
نبكي الوطن لبنان الذي عشناه سويسرا الشرق حين كان العالم العربي صحراء قاحلةً، وكان الإخوان العرب يأتون إليه باعتباره وطنهم الثاني، وقلة منهم لم تتملك منزلًا في لبنان منذ ستينيات القرن الماضي وحتى ما بعد الحرب .
مررنا بظروف حرب اهلية ، لا بل حروب أهلية وخرجنا منها أقوى ...
مررنا بعدوان اسرائيلي غاشم ،وكانت حربًا تدميرية عام 2006 ...
***
الأشقاء العرب لم يتركوا لبنان يسقط ، وكيف يريدون له أن يسقط ولهم فيه صديق أو منزل او ذكريات، والشواهد على ذلك كثيرة: من عاليه إلى بحمدون إلى بيروت إلى كل منطقة لبنانية .
أصدقاء لبنان كثر في الحقبة الذهبية :
من الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان يمد لبنان باسم كل الامارات العريبة المتحدة بكل ما يلزم ،
الى امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اطال الله بعمره،
وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز طيب الله ثراه.
***
في الحرب بقي الأشقاء العرب يمدون يد المساعدة للبنان، وكانت الذروة بعد عدوان تموز حيث وصلت المساعدات إلى ما يقارب الــ 11 مليار دولار. فأين ذهبت؟ هل إلى المجهول؟ ...
كرت السُبحة بفوضى الانفاق، الهبات والمساعدات ذهب قسم كبيرٌ منها الى الطبقة الفاسدة، وبدأ مسلسل الافلاس وصولا الى التعثر في سداد سندات اليوروبوند وطلب الاستدانة من صندوق النقد الدولي، وهكذا بعدما أفرغت الطبقة الفاسدة كل الصناديق، لم يعد من خيار سوى صندوق النقد الدولي،
لكن هذا الصندوق لا يمكن سرقته بل إنه سيرتب ديونًا على الأجيال الآتية:
***
إنه المسلسل المتشابك الذي يحمي الفاسدين والهادرين والانكى ان ذلك كله "تحت سقف القانون" وبالاكثرية في مجلس النواب ولا احد رفض بنداً اساسياً بالصرف والديون والميزانيات من دون قطعِ حساب.
حبذا لو فسّر الحاكم رياض سلامة كيف قبل طوال 20 عاما أن تمر الموازنات من دون قطع حساب! أليس له رأي على الأقل؟
لو فسر الحاكم هذا الأمر بكل بساطة، لكان جنّبَنَا اليوم الوقوع في نفس المعضلة وفي وضع افلاسي،
أبسط قواعد عالم الموازنات قطع الحساب يعني:
ما مدخولُ الدولةِ على هذا الاساس توضعُ الموازنة،
نحن بالعكس استدانةٌ وراء استدانةٍ اي مليارات الدولارات وكل سنة دون هوادة، اما المدخول فمما تيسّر ...
يا ترى اليوم لا مدخول اطلاقا فما العمل دولة الرئيس دياب؟
دولة الرئيس دياب طلبتم ايضاحات من الحاكم رد عليها "بحِرَفِيةٍ عنكبوتيةٍ" ضاع الفاسدُ والهادرُ والمشاركُ والمتعهدُ وضرائب الاملاك البحرية المحقة ومجلس الاعمار والسبحة لا تنتهي .
***
ووصلنا إلى خطتكم المالية: ما ليس يعرفه كثيرون أن الخطة هي بداية مسارٍ وليست نهاية مسار، وأنها رحلة الألف ميل ... فلا اموال غدًا او بعد غد من صندوق النقد الدولي إلا بعد أن يلبي لبنان كل شروط صندوق النقد الدولي .
صحيح ان الرئيس دياب يصل النهار بالليل لكن ليس بيده الحل السحري عن خمسة عشر عامًا، لكن هل عنده قرارُ المحاسبة الشاملة بدءأ بقطاع النفط على سبيل المثال، ولا غطاءَ على احد؟.
***
كلمة اخيرة لبنان ينازع من الفقرِ، والبطالةِ والغلاء المتوحش ولكن رويداً وبكل حذر أياكم والمس بجنى عمر المودعين كباراً او صغاراً فهم بنفسِ النسبة.
اما الفاسدون الحيتان الكبار، فتوجهوا لهؤلاء، فعندهم المالُ الذي غنموهُ من كل الصناديق وخزائن الدولة فأفرغوها .