#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بينَ حديثِ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري للشرقِ الاوسط وحديثِ نجيب ميقاتي رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ التلفزيونيِّ،
نقاطٌ مشتركةٌ هي الضوءُ في نفقِ الجدارِ المقفلِ على أيِّ حلٍّ، وتأتي زيارةُ الموفدِ الاميركيِّ آموس هوكستين إلى اسرائيل في اسبوعِ الانتخاباتِ الاميركيةِ،
وكأنها محاولةٌ اخيرةٌ لإطلاقِ إتفاقٍ لوقفِ النارِ ومسودَّةُ حلٍّ قبلَ أنْ ينتخبَ أيُّ رئيسٍ.
وفي الوقتِ الذي إنطلقتْ طائرةُ آموس منْ واشنطن باتِّجاهِ اسرائيل تسرَّبتْ مسودَّاتُ الاتفاقِ عبرَ الاعلامِ في خطوةٍ بدتْ غريبةً وكأنها لفتحِ بابِ السِّجالاتِ وشياطينِ التفاصيلِ ولعرقلةِ أيِّ اتفاقٍ..
وصحيحٌ أنَّ ميقاتي قالَ أنَّ آموس حملَ إلى بيروت مقترحاً سرِّياً لوقفِ النارِ، بقيَّ سرِّياً بينَ ميقاتي وبري،
إلاَّ أنَّ ما سُرِّبَ عنْ الاتفاقِ جاءَ مستغرَباً، فلماذا يقبلُ حزبُ اللهِ بهذا الاتفاقِ الذي يُشبهُ اتفاقَ إستسلامٍ بعدَ كلِّ الذي حدثَ والخسائرِ التي مُنيَ بها؟
فما دامتْ الخسائرُ حصلتْ لماذا لا يكونُ القتالُ حتى النهايةِ حسبَ ما يقولُ بعضُ العارفينَ بأجوائهِ؟
وهلْ قرارُ وقفِ النارِ مُلكَهُ وحدَهُ؟
***
وفي المقابلِ لماذا يقبلُ الاسرائيليُّ اليومَ بأيِّ إتفاقٍ لوقفِ إطلاقِ النارِ قبلَ الانتخاباتِ الاميركيةِ، ولماذا يُقدِّمُ هذا الاتفاقُ للادارةِ الاميركيةِ الحاليةِ والمغادرةِ ربَّما؟
وما دامتْ أداةُ النارِ الاسرائيليةِ تربحُ تدميراً وقتلاً وتوغُّلاً وبإمكانها كسبُ المزيدِ منْ الاوراقِ قبلَ طاولةِ التفاوضِ، فلماذا تُقدِّمُ هذهِ الورقةَ اليومَ حتى بمعزلٍ عنْ أيِّ اتفاقٍ في غزة؟
***
نحنُ امامَ موجاتِ تفاؤلٍ وتشاؤمٍ تَطلعُ وتنزلُ، والاسوأُ أنَّ الناسَ التي تعبتْ تُصدِّقُ الاجواءَ الإيجابيةَ بلْ أكثرَ منْ ذلكَ،
يخترعُ رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ مناسبةً للحديثِ عنْ إمكانِ وقفِ النارِ،
ليطلعَ على الناسِ ويَعرُضَ بطولاتهُ في الأنجازِ والتفاوضِ والتواصلِ وإيجادِ الحلولِ والتمويلِ والمساعداتِ..
أوهامُ الإنجازاتِ تواكبُ أوهامَ المفاوضاتِ، للأسفِ!