#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بدأتْ ملامحُ المخاطرِ الصحِّيةِ والاجتماعيةِ تعصفُ "بمجتمعِ" النازحينَ منْ أهلنا في الجنوبِ والبقاعِ والضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت،
فمعْ تقصيرِ الدولةِ وشبهِ استمرارها في حالةِ الإنكارِ والصدمةِ منْ جرَّاءِ ما جرى ويجري وعدمِ القدرةِ على إستيعابِ هذا القدرِ منْ المصائبِ دفعةً واحدةً بينَ نازحينَ ومرضى وجرحى ومعوقينَ وشهداءَ،
ظهرتْ إلى العلنِ حالاتُ "الجربِ" التي أساسُها غيابُ التعقيمِ والنظافةِ والتي مَنْ اسبابِها إنعدامُ المياهِ وادواتِ التنظيفِ.
وهي إنْ بدأتْ فالخوفُ أنْ تنتشرَ وتتوسَّعَ خصوصاً إذا لم يتمَّ إستلحاقها،
ولعلَّ ظهورَ أُولى حالاتِ الكوليرا غيرَ مطمْئنٍ ايضاً، كونُ هذا الوباءَ منْ الامراضِ التي ترافقُ عادةً إستعمالَ المياهِ غيرِ النظيفةِ او حتى الآسنةِ منها.
ولعلَّ السؤالَ الاساسيَّ وفقَ أيِّ ظروفٍ يعيشُ النازحونَ وهمْ مشتَّتونَ بالمناطقِ والمساجدِ والكنائسِ وعلى الطرقاتِ والساحاتِ العموميةِ والمدارسِ..
امَّا إذا استأجروا او أجتمعوا في منزلِ صديقٍ فتلاحقهمْ المخاوفُ منْ أنْ يكونوا منْ اقاربَ او منْ عائلةٍ تابعةٍ لاحدِ عناصرِ "الحزبِ" فيدبُّ الذُّعرُ وتبدأُ الاشاعاتُ وتركيبُ السيناريوهاتِ.
***
امَّا الناحيةُ الأخطرُ فهي التي باتتْ تأخذُ طابعاً مذهبياً وطائفياً ومناطقياً خطيراً، فبعدَ إحتكاكاتِ عين المريسة ، وتدابيرِ بكفيا جاءَ نداءُ الدكتور فارس سعيد للقوى الامنيةِ وللقضاءِ،
لوقفِ بناءِ هنغاراتٍ للنازحينَ على اراضي الغيرِ في منطقةِ جرودِ قرطبا العاقورة لاسا، ليفتحَ بابَ التوتُّرِ الكبيرِ خصوصاً وسطَ توقيفِ قرارٍ قضائيٍّ قضى بإزالةِ الهنغارِ.
ووقوفِ النازحينَ بوجهِ القوى الامنيةِ التي كانتْ تريدُ تنفيذَ إزالةِ التعدِّياتِ.
هذا اوَّلُ الغيثِ،
فمنْ يريدُ زرعَ الفوضى والفتنةِ؟
وهلْ تَسلمُ الجرَّةُ في كلِّ مرَّةٍ يتدخلُ فيها الجيشُ والقوى الامنيةُ؟