#الثائر
الغارة الإسرائيلية على بيروت مساء أمس، لن تكون الأخيرة، وهي الثالثة في مسلسل الغارات، التي شنها العدو الإسرائيلي بعد هجومي الكولا والباشورة، من دون الأخذ بعين الإعتبار الإكتظاظ السكاني في الأحياء التي تستهدفها الغارات الغاشمة، والتي تؤدي إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
إستهداف بيروت المتكرر من العدو الإسرائيلي ليس مفاجئاً، لأن العاصمة هي في قلب معركة التحدي المصيري الذي يواجهه البلد، وهي في الخط الأمامي للتصدي لتداعيات هذه الحرب العشواء التي يخوضها نتنياهو بشراسة ووحشية ضد لبنان، دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمواقع المدنية، والتي ذهب ضحيتها حتى مساء أمس، أكثر من ألفي شهيد، وأكثر من عشرة الآف جريح.
قبل وصول نيران العدوان الغادر إلى قلب العاصمة، كانت بيروت، بعائلاتها ومؤسساتها تشكل القاعدة الصلبة للصمود الوطني، تستقبل عشرات آلاف النازحين، تفتح بيوتها للأخوة القادمين من جحيم الحرب، تستنفر الطاقات لتلبية الحاجات الضرورية، تساهم في عمليات الإغاثة العاجلة، وترفض كل محاولات المس بالسلم الأهلي، وبكل ما يعرض العلاقات الأخوية مع النازحين للإهتزاز.
فتحت بيروت وأهلها الصدور لاستيعاب هذا الدفق غير المسبوق من العائلات الباحثة عن الأمن والأمان، وغصت شوارعها بالسيارات والآليات، وإزدحمت المباني والبيوت بالعائلات المتراحمة فيما بينها بالنسب، والمتمسكة بإخلاق التضامن مع الجار والصديق وعابر السبيل، والإعتصام بحبل التعاضد والتكافل، للتغلب على معاناة الحرب، وصون الصف الواحد، والجبهة الواحدة، من فتن العدو ودسائسه الماكرة.
هذه الصورة الوطنية الرائعة لسيدة العواصم، يحاول البعض تشويهها ببعض التصرفات العشوائية حيناً، وببعض الممارسات المسيئة لأصحابها أولاً، أحيانا أخرى.
سواء بمزايدات بعض المتطفلين في تشجيع التعدي على الأملاك الخاصة، وفتح المحلات والبيوت عنوة. أو من خلال إشاعة مناخات الفوضى والإستفزاز بأساليب غير لائقة.
الأمر الذي يتطلب الكثير الكثير من الوعي والحكمة والصبر من الجميع ، لتجنب الوقوع في فخ الفتنة الذي نصبه العدو الغاشم لنا، ويعمل ليل نهار على تفجيره، عله ينسف وحدة الجبهة الداخلية، التي تبقى هي السلاح الأقوى لإحباط مخططات العدوان الخبيثة.
بيروت في قلب المعركة المصيرية. وصمود العاصمة الأبية يبقى الدرع الأول لصمود كل الوطن، وصلابة المناضلين على جبهات القتال.
صلاح سلام - "اللواء"