#الثائر
ترأس البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الالهية على نية لبنان في كاتدرائية القديس لورنزو في فلورانس عاونه فبه المطارنة منير خيرالله، جوزف نفاع ورفيق الورشا والاب ماجد مارون وكيل الرهبانية الانطونية في ولفيف من الكهنة والرهبان. وحضر القداس وزير السياحة المهندس وليد نصار ، سفيرة لبنان في روما ميرا الضاهر، سفيرة فلسطين في روما عبير عوده، القنصل الفخري للبنان في منطقة توسكانا شربل شبير، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ورئيس بلدية طرابلس رياض يمق، وحشد من ابناء الجالية اللبنانية.
بعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: " كونوا مثل أناس ينتظرون مجيء سيّدهم"، وقال فيها:
١- "مع إخواني السادة المطارنة والآباء، يسعدني أن أحيّي معالي وزير السياحة المهندس وليد نصار الذي يحمل معه تحيّة فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الخارجية، كما أحيّي سعادة سفيرة لبنان في إيطاليا السيدة ميرا الضاهر، ويسعدني ايضا أن أحيي سعادة سفيرة فلسطين والقنصل الفخري للبنان في منطقة توسكانا السيد شربل شبير الذي يحمل بدوره تحية رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وكلهم قد اتصلوا من أجل هذه الغاية، فنحن نحييّهم ونصلي من أجل لبنان وكل اللبنانيين.
كما يطيب لنا مع إخواني السادة المطارنة والآباء أن نحيّي جميع المشاركين معنا من لبنان وفي مقدمتهم رئيس بلدية بيروت ورئيس بلدية طرابلس وكل الجالية اللبنانية وكل الاصدقاء الايطاليين.
٢- الكلّ يعلم أننا اليوم في فلورونس بدعوة من رئيس مجلس مطارنة ايطاليا الكاردينال غوالتيريو باسيتي للّقاء حول موضوع" المتوسط حدود سلام"، والذي جمع مطارنة من مختلف البلدان التي تحيط بالمتوسط، وهو اللقاء الثاني من بعد لقاء باري والذي حدث منذ سنتين، وكانت فرحة كبيرة أن نلتقي مع المطارنة ونتحدث عن دورنا وتواجدنا في المتوسط وعن دور لبنان الذي كان دائما جسر تواصل ثقافي واقتصادي وتجاري وسياسي وإنمائي بين الغرب والشرق، ونحن كلبنانيين نصلّي كي يستمر لبنان بالقيام بهذا الدور.
٣- اذا كان انجيل اليوم يقول "كونوا كأناس ينتظرون مجيء سيّدهم" فهو يحدّثنا مباشرة عن مجيء المسيح في حياتنا اليومية ويطلب منا موقفاً في كل مرة هناك حاجة الى أن تُقال الحقيقة والعدالة وأن نحمي حقوق الانسان. في كل مرّة يكون هناك قيماً في حياتنا اليومية تحتاج الى حماية، الرب يسوع يدعونا الى هذا الموقف، ونحن كمؤمنين بالمسيح أصبحنا من خلال المعودية أعضاء في جسده، لذا في كلّ مرة يقتضي منا الرب أن نأخذ هذا الموقف الايجابي، يجب أن نكون مستعدين في حياتنا اليومية، هذا هو معنى إنجيل اليوم الذي يمكن تطبيقه على حالة وطننا الذي يحتاج لنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، كي نعيد له بهاؤه وجماله. تحدثنا في لقاءاتنا في اليومين الأخيرين كثيرًا عن لبنان وقيمته ودوره وخصوصيته ورسالته وميزته عن كل البيئة الموجود فيها، وهو ما أكّده البطاركة والكرادلة والمطارنة الذين تواجدوا معنا وقد اعربوا كلهم عن محبتهم للبنان واعجابهم به.
اليوم نريد أن نقول أن لبنان هو سيّدنا، نعم هو سيّدنا، الذي يحتاج لنا في هذا الظرف الدقيق لنرفع اسمه ولواءه ولنخدمه. أحد سفرائنا كان يقول : أنا موظف عند سيّد واحد إسمه لبنان. هذا ما نحتاجه اليوم من الجميع وهذا ما نصلي من أجله. ومن أجل أن نكون نحن كمسيحيين مستعدين لاتخاذ مواقف خير وجمال وسلام وعدالة واخوة وحرية وقيم انسانية واجتماعية ووطنية. ونصلي ايضا من اجل لبنان واللبنانيين كي يستطيعوا أن يحافظوا عليه ويعيدوه الى بهائه الاول والى دوره ورسالته، فلبنان لم ينته ولم يمت، بل يمرّ بظرف دقيق ويحتاج لنا نحن اليوم كأبناء هذا الجيل.”
وختم البطريرك الراعي عظته متوجها بكلمة باللغة الايطالية الى الايطاليين الحاضرين بالقول: "احيي الاصدقاء الايطاليين واشكرهم على حضورهم وعلى محبتهم للبنانيين وعلى دعمهم المستمر للبنان. ومعكم نصلي على نية ايطاليا لكي تبقى مزدهرة وعلى نية فلورانس الجميلة ونتمنى لها الخير الدائم.
بعد القداس التقى غبطته بابناء الجالية اللبنانية واطلع منهم على اوضاعهم كما اطلع على مشروع انشاء رعية مارونية جديدة في فلورانس.