#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كمْ هو صعبٌ وثقيلٌ الانتظارُ.. وكمْ يملأُ الانتظارُ الكثيرَ منْ المدِّ والجزرِ والطلعاتِ والنزلاتِ:
وقتٌ مليءٌ باخبارِ الموتِ الذي صارَعلى مدارِ الساعةِ،
كما بأخبارِ القصفِ والتدميرِ أينما كانَ. هي آلةُ القتلِ الاسرائيليةُ التي كحَّلتْ اسبوعاً دامياً منْ ايلول بالدموعِ والقلقِ والحزنِ والخوفِ...
الأسوأُ أنَّ شؤوننا الحياتيةَ اليوميةَ متروكةٌ ومرهونةٌ بدورها لإيقاعِ الحربِ، وصرنا كمنْ يكتفي بالقليلِ منْ غذاءٍ وطبابةٍ ومياهٍ وسكنٍ وكهرباءٍ وامانٍ...
وهو واقعٌ حاولنا الخروجَ منهُ منذُ إنتهاءِ الحربِ الأهليَّةِ حيثُ كنَّا نقنِّنُ في الماءِ والغازِ والكهرباءِ والخبزِ والبنزينِ.
واليومَ، وبعدَ أكثرَ منْ اربعينَ عاماً وكأننا نعودُ إلى الحلقةِ نفسها والأسئلةِ نفسها والهواجسِ نفسها..
ننتظرُ ماذا تُحضِّرُ لنا لجنةُ الطوارىءِ، وماذا تُخبِّىءُ لنا الوزاراتُ منْ خططِ طوارىءَ لتأمينِ الموادِ الاساسيةِ، وهي اساساً بالكادِ متوفِّرةٌ.
***
فالكهرباءُ تعيشُ على إيقاعِ "الشحادة" منْ العراقِ، والإتصالاتُ تنتظرُ شحناتِ الطاقةِ والمازوتِ ، والرغيفُ رهنُ شحناتِ القمحِ والتجَّارِ ومافيا المدعومِ وغيرِ المدعومِ، امَّا البنزينُ والمازوتُ فحدِّثْ ولا حرجَ وهي بحدِّ ذاتها موادُّ إبتزازٍ مع تجارٍ لا يشبعونَ.
***
امَّا حكومةُ تصريفِ الاعمالِ فتسيرُ كالسلحفاةِ على وقعِ كلِّ الإنهياراتِ وهي إذ تُحضِّرُ "كذبةَ" موازنةِ 2025، تعرفُ أنها لنْ تلتزمَ بها،
وأنَّ العجزَ سيتفاقمُ، وأنَّ الصرفَ منْ خارجِ الموازنةِ وبالسِّلَفِ ونقلِ الإحتياطيِّ سيكونُ على "مد عينكْ والنظر"،
فيما بدعُ الضرائبِ والرسومِ وفذلكاتُ التَّشبيحِ على الناسِ ستكونُ في أولوياتِ الموازنةِ الجديدةِ.
فحظاً طيِّباً إذا لم تقعْ الحربُ مع موازنةِ التَّشبيحِ الجديدةِ!