محليات

اجتياح بري محدود لإسرائيل ونتنياهو يدرس إنشاء حزام أمني في جنوب لبنان

2024 أيلول 18
محليات صحف

#الثائر

لم يتعاط « حزب الله » اللبناني طوال الفترة الماضية بجدية مع ما كان يُشاع عن نية إسرائيل تنفيذ اجتياح بري للبنان لإبعاد قوات «الرضوان»، وهي قوات النخبة في «الحزب»، عن الحدود الإسرائيلية، إلا أن ما كُشف في الساعات الماضية عن توصية تقدم بها قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي الجنرال أوري غوردين إلى رئاسة الأركان، يقترح فيها احتلال مقطع من الجنوب اللبناني وتحويله إلى حزام أمني يمنع نشاط «حزب الله»، ويضمن عودة آمنة لسكان البلدات الشمالية النازحين، جعل الموضوع محور نقاش وأخذ ورد في الداخل اللبناني.

ويرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي، أن «الطرف الإسرائيلي يعمل منذ فترة على تحقيق حزام أمني عند الحدود اللبنانية، من خلال السعي لتفريغ القرى الحدودية من سكانها. لكن هذا الأمر لا يحل المشكلة الإسرائيلية، إنما يحل جزءاً منها، بحيث إنه يمنع خطر التسلل، أي قيام (حزب الله) بما يشبه السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ويطمئن نوعاً ما المستوطنين. لكن هكذا منطقة لا تحل إطلاقاً المشكلة الإسرائيلية المرتبطة بإطلاق الصواريخ والمسيّرات التي تصل لعمق إسرائيل».

ويرى قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «حزاماً أمنياً داخل الأراضي اللبنانية يعني تغيير القرار الدولي 1701، على أساس أننا نتحدث عن احتلال دائم، وهذا لا شك يعقّد الأمور ولا يحلها. من هنا يأتي كلام المبعوث الأميركي آموس هوكستين لجهة أنه إذا كانت الإشكالية بإبعاد (حزب الله) عن الحدود، فبالإمكان حل هذا الموضوع دبلوماسياً، ولكن يفترض أن تتوقف أولاً الحرب في غزة للمضي قدماً بالمفاوضات الدبلوماسية مع الحزب لإخلاء هذه المنطقة». ويضيف: «لكن لأسباب باتت معروفة، فإن نتنياهو يرفض وقف الحرب، ولذلك يعرقل اتفاق الهدنة في غزة، ويتجه لتوسعة القتال على الجبهة الشمالية».

ويوضح قهوجي أن «قيادة الجيش الإسرائيلي، من جهتها، ترفض عملية محدودة في لبنان، لأنها لن تؤدي الغرض منها. كما أنها تعارض أي عملية واسعة ضد لبنان قبل الانتهاء من حرب غزة، لأنها غير قادرة على خوض حروب استنزاف على أكثر من جبهة. فما يتطلع له الجيش الإسرائيلي أبعد من إبعاد (حزب الله) عن الحدود، فهو يطمح لإضعاف قدرات الحزب وتدمير إنفاقه، كما أنه يسعى لاستراتيجية واضحة للحرب كما لاستراتيجية الخروج منها، وإلا فإننا نكون نتحدث عن الدخول في المجهول».

احتلال بقعة محدودة

أما العميد المتقاعد جورج نادر، فيشير إلى أن «إعادة المستوطنين المهجرين من الشمال والذين يتجاوز عددهم نحو 150 ألف شخص إلى منازلهم، هدف أساسي للحكومة الإسرائيلية، خصوصاً بعدما بات هؤلاء يضغطون على نتنياهو، ويريدون العودة إلى المستوطنات»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك عدة خيارات لإعادتهم، ومنها الاجتياح البري المقترح راهناً، والذي يؤيده نتنياهو، لكن الأسئلة التي تطرح نفسها: هل تستطيع إسرائيل تكبُّد التكلفة البشرية للاجتياح البري؟ وكيف سيكون شكل الاجتياح؟ وهل يهدف للوصول إلى نهر الليطاني وتحقيق الحلم الإسرائيلي القديم وإفراغ منطقة جنوب الليطاني من أهلها؟ وهل هو قادر على تحمل التبعات السياسية والدولية؟».

ولا يستبعد نادر أن «يحاول الجيش الإسرائيلي احتلال بقعة حدودية محدودة يستخدمها للتفاوض»، معتبراً أنه «خلال المهلة التي تفصلنا عن الانتخابات الأميركية، يعتقد نتنياهو، رغم الموقفين الأميركي والأوروبي الرافضين لاجتياح لبنان، أنه قادر على جر الإدارة الحالية في واشنطن لدعم وتغطية الاجتياح».

ويلفت نادر إلى أن «حزب الله» يستطيع براً أن يكبّد إسرائيل خسائر كبيرة، لكن الكلمة تبقى للقوة التدميرية لدى إسرائيل القادرة على تدمير كامل منطقة جنوب الليطاني، كما لديها القوة التكنولوجية لملاحقة أي هدف تريده أينما وُجد على الأراضي اللبنانية.

وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية قد نقلت عن مصادر قولها إنها اطّلعت على توصية غوردين الذي يرى أن «الظروف مواتية، وتتيح للجيش القيام بمثل هذه الخطوة في غضون وقت غير طويل؛ فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من قتل كثير من عناصر قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة لـ(حزب الله) التي انتشرت بالقرب من الحدود، خلال 11 شهراً من المعارك، أو أنهم فروا شمالاً. والعمليات الإسرائيلية أدت إلى نزوح عدد كبير من السكان المدنيين من قرى جنوب لبنان، بحيث لم يبق فيها سوى 20 في المائة من السكان ممن كانوا يسكنون المنطقة قبل 7 أكتوبر. وانخفاض نسبة السكان بهذا الشكل سيسمح للجيش بتنفيذ هذه العملية ببساطة وسرعة أكثر».

وأشار إلى أن هدف هذه الخطوة هو إزالة التهديد وإبعاد قوات «حزب الله»، حتى لا تشكل تهديداً على سكان الشمال، بالإضافة إلى تشكيل رافعة للضغط من أجل التوصل إلى تسوية دائمة، وهذه الخطوة ستدفع «حزب الله» للتوصل إلى تسوية مقابل انسحاب الجيش من المنطقة.

المصدر - الشرق الأوسط

اخترنا لكم
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
المرتضى: الاساءات الى طائفة الموحدين الدروز مستهجنة تخدم العدو ومرتكبها حسابه عسير
المزيد
اخر الاخبار
سليم: لبنان يتمسك ببقاء اليونيفيل والتعاون مع الجيش في تنفيذ الـ1701
المزيد
بعد حالة الذعر في المدارس جراء القصف الاسرائيلي للضاحية.. هذا ما قاله الحلبي
المزيد
سيارة "مشبوهة" في راشيا!
المزيد
السفارة الأوكرانية: التهديدات الصاروخية ضد أوكرانيا مستمرة
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
لافروف: روسيا لم ترفض التفاوض مع أوكرانيا
المزيد
ميقاتي يتفاجأ وعون يستغرب .. والحكومة إلى ربع الساعة الأخير
المزيد
موسكو: نحافظ على الحوار مع الفاتيكان لإحلال السلام في أوكرانيا
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة
COP29.. رئيس دولة الإمارات يؤكد أهمية تسريع العمل المناخي