#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إنتهتْ "همروجةُ" الإحتفالاتِ الاجتماعيةِ في فقرا رغمَ البعدِ الدينيِّ العظيمِ والكبيرِ للمناسبةِ.
وعادَ الناسُ ليحاولوا التعايشَ مع يوميَّاتهمْ منْ الطاقةِ والكهرباءِ إلى زحمةِ الطرقاتِ، فيما صارَ منْ المُستغربِ أنَّ الجميعَ نسيَ أزمةَ الودائعِ في المصارفِ،
وباتوا يَصرفونَ الاموالَ وكأنَّ لديهمْ عائداتٍ جديدةً واموالاً آتيةً منْ الخارجِ او منْ الداخلِ.
ورأينا في الاماكنِ الفاخرةِ مواطنينَ يدَّعونَ الفقرَ والعوَزَ فيما حجمُ المصاريفِ لا يُوحي بذلكَ.
فهلْ نحنُ فعلاً في أزمةٍ ام تجاوزناها، ام نعيشُ نُكرانَها ام أنَّ هناكَ فئةً اخرى تحتَ الارضِ لا تَظهرُ ولا تُعبِّرُ؟
***
في أيِّ حالٍ راحتْ "سكرةُ" الاعيادِ وصارَ الصيفُ على نهايةٍ، باعتبارِ أنَّ عيدَ إنتقالِ العذراءِ هو الحدُّ الفاصلُ، وعُدنا إلى التعبِ اليوميِّ،
وإلى متابعةِ عبثيةِ تحرُّكاتِ المسؤولينَ اللبنانيينَ ومواقفهمْ،
ولعلَّ اطرفها وأكثرها مفاجأةً ما صرَّحَ بهِ "النجيبُ" بعدَ لقائهِ وزيرِ خارجيةِ فرنسا (الذي جاءَ إستلحاقاً للدورِ الاميركيِّ)، حينَ قالَ:
"في هذهِ الفترةِ الصعبةِ التي نمرُّ بها لا يمكنُ إلاَّ أنْ نتحلَّى بالصمتِ والصبرِ والصلاةِ"...
مهلاً،هلْ نحنُ امامَ البابا فرنسيس ام امامَ تيريزا دي كالكوتا؟
هلْ نحنُ امامَ رئيسِ حكومةٍ ام امامَ زعيمٍ روحيٍّ في "التيبت"؟
ليطلبَ منَّا الصمتَ والصبرَ والصلاةَ؟
أينَ العملُ أيها "النجيبُ"؟ اتركْ الصمتَ والصبرَ والصلاةَ لنا لأنهُ لم يعدْ لدينا منْ قدرةٍ على تحمُّلكمْ جميعاً.
الصبرُ يجبُ أنْ يرافقنا نحنُ لأننا نتحمَّلكمْ يومياً، والصلاةُ حتى يرحمنا اللهُ ويقوِّينا عليكمْ وينقذَنا منكمْ.
ما هذهِ الخفَّةُ وما هذا الإستهزاءُ بالرأيِّ العامِ؟
بدلَ أنْ يطلعَ علينا "النجيبُ" ليشرحَ لنا خارطةَ طريقِ الحلِّ، خرجَ بالدعاءِ..
وفي أيِّ حالٍ.. يا ليتهُ يُصلي فعلاً ولا يدَّعي لا الصلاةَ ولا الدعوةَ إلى الصلاةِ!