#الثائر
بعد الوفد البريطاني الثنائي، الذي غادر بيروت متشائما، بعد رفض الجانب اللبناني ما طرحه لجهة تطبيق القرار 1701، وانسحاب قوات حزب الله الى ما وراء الليطاني، بدليل القرارات السريعة التي اتخذتها لندن، مع رفع جهوزيتها العسكرية في منطقة شرق المتوسط، مرسلة مجموعة بحرية «معتبرة»، من جهة، واخلاء عائلات دبلوماسييها المقيمون في لبنان، يحضر وزير الخارجية الفرنسية بدوره، والذي استبقه قصر الصنوبر في اتصالات شخصية مع الرعايا لحثهم على مغادرة لبنان.
وفي هذا الاطار، تكشف المعلومات ان الفريق المختص بملف لبنان في الايليزيه، درس جديا امكان قيام الرئيس ايمانويل ماكرون بزيارة الى لبنان، في رسالة واضحة «لاسرائيل»، الا انه عاد وتراجع عن الفكرة لاسباب ونصائح امنية تلقاها من اكثر من جهة، مكتفيا بايفاد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال الفرنسية، ستيفان سيغورنيه، في مسعى «لحصر» التصعيد، رغم ادراك باريس ان «الامور صارت بمطرح تاني»، وبالتالي ثمة استحالة للقيام بأي دور في الوقت الحالي، خصوصا في ظل تراجع الولايات المتحدة عن تأدية دور «الاطفائي» الجدي في هذه المرحلة، بعدما رأت ان الامور تفاقمت، رغم ان الزيارة تبقى ضرورية من الناحية المعنوية، دون ان تغير في الوقائع الميدانية،
من هنا لا نتائج مرجوة من مهمة الضيف الفرنسي، سوى رسالة تضامن مع لبنان الرافض للحرب، متابعة بان سيغورنيه الذي تردد في قبول المهمة بداية، يحمل معه رسالة «شديدة اللهجة»، تتقاطع مع ما سمعه المسؤولون من الوفد البريطاني، تشدد على خطورة التدهور العسكري، بعدما باتت الامور اكبر من لبنان وساحته، من جهة، وتأكيد دعمها للشعب اللبناني بانه غير متروك.
وسط هذا المشهد المعقد والسوداوي، تقاطعت المعطيات الديبلوماسية، على ان «اسرائيل» باتت جاهزة لتنفيذ عملية استباقية، حددت موقعها بالتنسيق مع القيادة الاميركية الوسطى، في محاولة منها لاحباط استراتيجية الاستنزاف التي يمارسها محور المقاومة.
الديار