#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تكاثرتْ دعواتُ السفاراتِ والدولِ إلى رعاياها في لبنانَ لمغادرةِ البلادِ في اقربِ وقتٍ ممكنٍ،
فيما كانَ لافتاً بيانُ السفارةِ الاميركيةِ طلبها منْ الاميركيينَ في لبنانَ (وإذا لم تُتَحْ لهمْ فرصةُ حجزِ بطاقةِ سفرٍ على ايِّ رحلةِ مغادرةٍ)، تحضيرُ اماكنَ آمنةٍ للِّجوءِ والإحتماءِ فيها..
وترافقتْ هذهِ الدعواتُ مع احاديثَ عنْ توجُّهِ مدمِّراتٍ وقاذفاتِ صواريخَ اميركيةٍ إلى البحرِ المتوسطِ وبعضُها سيجتازُ البحرَ الاحمرَ وإعادةَ انتشارٍ لكلِّ القطعِ البحريةِ العسكريةِ الاميركيةِ.
ماذا يعني هذا؟
بكلِّ بساطةٍ: نحنُ امامَ حشدٍ نفسيٍّ للحربِ الواسعةِ فيما يرى مراقبونَ أنها ستنحصرُ بالحربِ المضبوطةِ التي نحنُ فيها اليومَ مع تحديدِ سقوفاتٍ للردودِ المتبادلةِ،
وهو ما نجحتْ إليهِ اتصالاتُ الايامِ الماضيةِ على الخطوطِ البريطانيةِ – الفرنسيةِ – الاميركيةِ المشتركةِ مع تل ابيب وطهران،
فيما يبدو ردُّ حزبِ اللهِ سيكونُ منسَّقاً مع ايران، وتحتَ هذا السقفِ إلاَّ إذا تخطَّتْ بعضَ الردودِ بمفاعيلها ما هو مرسومٌ لتشعلَ حرباً واسعةً نعلمُ أينَ تبدأُ ولا نعلمُ أينَ وكيفَ ستنتهي؟
***
كيفَ يتحضَّرُ لبنانُ لما يجري؟
لا شيءَ سوى مفرقعاتٍ إعلاميةٍ "للنجيبِ" المدافعِ مع حكومتهِ عنْ حقِّ "الحزبِ بالردِّ"، وهو امرٌ مستغربٌ لرئيسِ حكومةٍ،
فبدلَ أنْ يتركَ للجيشِ اللبنانيِّ وحدهُ حقَّ الردِّ ، ها هو يشرِّعُ "للحزبِ" الردَّ معرِّياً اللبنانيينَ وتاركاً اعمارهمْ وحياتهمْ في المجهولِ.
ويكتفي "النجيبُ" مع وزرائهِ بالحديثِ عنْ خططِ طوارىءَ وإجلاءٍ وإنقاذٍ،
فيما هو عاجزٌ عنْ ضبطِ فلتانِ الاسعارِ في المخازنِ المخصَّصةِ للموادِ الغذائيةِ،
او في اسعارِ تذاكرِ السفرِ او حتى في اسعارِ إيجاراتِ الشِّققِ السكنيةِ التي ارتفعتْ خارجَ بيروتَ والضاحيةِ الجنوبيةِ والجنوبِ بشكلٍّ هستيريٍّ.
فبدلَ تكبيرِ حَجَرِ الخططِ ، أينَ مصلحةُ حمايةِ المستهلكِ لا تضبطُ فلتانَ اسعارِ الشِّققِ والموادِ الغذائيةِ وصولاً إلى الصيدلياتِ، وهنا الطامةُ الكبرى حيثُ لا حسيبَ ولا رقيبَ لا على الجودةِ ولا على الاسعارِ..
فبينَ كيلومترٍ وآخرَ تختلفُ اسعارُ الادويةِ منْ صيدليةٍ إلى اخرى بفارقٍ كبيرٍ لدرجةٍ نخشى معها ما إذا كانتْ الادويةُ ذاتُ السعرِ المنخفضِ مزوَّرةً او مغشوشةً..
***
فأينَ وزارةُ الصحةِ ؟
وأينَ التفتيشُ وأينَ الاقتصادُ؟
يبدو الناسُ وكأنهمْ يأكلونَ بعضهمْ بعضاً ويتدافشونَ على كلِّ شيءٍ حتى في طريقةِ الخروجِ منْ مطارِ بيروتَ تحتَ عنوانِ "الهربِ" فيما البعضُ ذاهبٌ للسياحةِ،
عبرَ مطارٍ يعجُّ بكلِّ انواعِ المخالفاتِ والإرتكاباتِ والتجاوزاتِ..
***
انتظارٌ حزينٌ نعيشهُ فيما المبكي مشهدُ اهالي ضحايا مرفأِ بيروتَ في ذكرى الإنفجارِ يبكونَ وحيدينَ،
إلاَّ منْ قلَّةٍ اجتمعتْ حولهمْ يبكونَ عدالةً لنْ تأتيَ ومحاسبةً مستحيلةً!