#الثائر
لبنان المأزوم كان أمس على أعصابه منتظراً الإشارات إلى الردّ على إسرائيل، ولكن أحداً، الا نادرين، لم يتذكر عيد الجيش اللبناني رمز سيادة الدولة وشرفها وهيبتها.
إذا كان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لم يعطِ أي إشارة واضحة لتوقيت ردّ الحزب على اغتيال إسرائيل للرجل العسكري الأول فيه فؤاد شكر واعتدائها على الضاحية الجنوبية لبيروت، ربما على سبيل إبقاء ورقة المفاجأة وإبقاء إسرائيل على ذروة التوتر والاستنفار في يده، فإنه كان في المقابل شديد الوضوح في توعّده إسرائيل بـ”الرد الآتي حتما”.
وهو موقف كان منتظراً ومتوقعاً ومن شأنه أن يزيد توهّج اللحظة السياسية والحربية، ليس بين الحزب وإسرائيل بما يضع لبنان في عين العاصفة فقط، وإنما أيضاً على مستوى المنطقة كلاً بعدما حصل “التلازم” وزادت إسرائيل بنفسها “ربط الساحات” على “محور الممانعة” عندما شنّت هجمات الاغتيال المتزامنة دفعة واحدة على الضاحية الجنوبية وطهران باغتيالها فؤاد شكر وإسماعيل هنية بفاصل ساعات قليلة.
ولا تحتاج صورة الموقف في المنطقة وسط تشييع كل من القائد العسكري للحزب في الضاحية وزعيم حركة “حماس” في طهران إلى مزيد من الترقب لمعرفة أن الردّ المنسق بين ساحات المحور الممانع قد يكون أُنجز أو في طريقه للاستكمال والمسألة مسألة وقت قد لا يطول لتبيُّن طبيعة الردّ الذي وصفه نصرالله بأنه “حتمي وحقيقي وليس شكلياً”، فيما يبقى حجمه وطبيعة الأهداف التي سيستهدفها النقطة المحورية لاستقراء ما إذا كان سيستتبع تداعيات تقود إلى إشعال حرب واسعة.
وتبدّت صورة العدّ العكسي لهذا الواقع مع الأنباء عن نشر الولايات المتحدة الأميركية ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس تيودور روزفلت”، وفرق هجوم برمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة، في أعقاب عمليتي الاغتيال. كما أن وكالة الصحافة الفرنسية أوردت أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو الهجوم على إسرائيل من العراق واليمن وسوريا، وأن “حزب الله” قد يشن هجوماً منفرداً بعد هجوم الفصائل.
المصدر: النهار