مقالات وأراء

غانم عن عرض إفتتاح الألعاب الأولمبية في باريس: "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".

2024 تموز 27
مقالات وأراء

#الثائر

- " فادي غانم "

تضمن حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا، عروضاً ساحرة وتنظيماً دقيقاً، تمازجت فيها الأضواء، وتلألأت فوق مياه نهر السين، لتشكّل ما وصفه المراقبون بالعرض الاسطوري، والأجمل في تاريخ الألعاب الأولمبية، وهذا ليس غريباً عن أناقة فرنسا والفرنسيين، ولؤلؤة أوروبا باريس الساحرة.

لكن رغم هذا الجمال تضمن الحفل ما لم يكن في الحسبان، من تجسيد للعشاء السري الأخير للسيد المسيح، عبر بعض المتحولين جنسياً والمثليين، مما شكّل صدمة لكل من آمن بالإنجيل والقيم المسيحية، وأثار ضجة وعاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.

نعلم أن هذا السلوك هو لا يعبر عن مشاعر وتوجهات الفرنسيين، لكن أن تصل قلة من هؤلاء، لتفرض نفسها على هذا الحدث الضخم، وتسيء بشكل مباشر إلى السيد المسيح، عبر تجسيد لوحة العشاء الأخير بهذه الطريقة المخزية، وتحاول الترويج لهذا الانحراف الأخلاقي، محاولةً ربطه بصورة من الكتاب المقدس، فإن هذا الأمر يمثّل ذروة الإهانة، واستباحة لكل المقدسات.

مهما كانت التبريرات، فإن ما حدث لم يكن مجرد أمر عابر، أو مظاهرة أو حفل خاص، لجماعة المثليين، بل هو حصل في احتفال رسمي عالمي، وشكّل نوعاً من الدعاية الترويجية لهذه الجماعة، التي ما زال القسم الأكبر من العالم، يرى في سلوكها شذوذاً عن القيم الأخلاقية، التي قام عليها الدين، خاصة في دعوته إلى المحبة والحفاظ على الأسرة، وتحريم كل ما يسيء إلى الرباط المقدس في الزواج بين الرجل والمرأة، ونبذ كل العلاقات والسلوك الشاذ، الذي يدمر المجتمع والإنسان.

الفرق كبير جداً، بين حرية التعبير والتصرف الشخصي، الذي لا يتعدى على حرية الآخرين، ولا يسبب لهم الإساءة، وبين أن تتحول هذه الحرية إلى نوع من الترويج الدعائي، للتلاعب بعقول البشر وخاصة الأطفال، وحثّهم على الفجور والانحراف.

لقد تجاوز الترويج للمثلية كل الحدود، في محاولة قذرة من القيمين على هذه الدعاية، لتدمير المجتمعات، وقلب المفاهيم، وتم إدخاله في كل شيء، بدءاً من الباسهم صورة البطل في الأفلام، وصولاً إلى الترويج لهم في الكتب والمناهج المدرسية.

وهنا لا بد من لفت انتباه المسؤولين في لبنان، خاصة في المؤسسات التربوية، إلى أن الاقتداء بالمناهج الأجنبية، والفرنسية على وجه التحديد، قد يتضمن الكثير من هذه الدعاية السوداء، التي تسمم عقول الطلاب وتفسد سلوكهم وأخلاقهم.

ومع الكتاب المقدس نقول: "وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ."

عرض إفتتاح الألعاب الأولمبية في باريس 2024، هو محاولة يائسة لعمل حقير، بأيادي شريرة، خسيسة ومعقدة ... ولكن "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
Ukraine exports its products by ships of friendly countries
المزيد
عبدالله: لضم عصام خليفة إلى الوفد اللبناني المفاوض
المزيد
هنية: معركة التحرير أمام انعطافة تاريخية هنيّة : الحل يجب أن يوازي تضحيات شعبنا وبطولات مقاومينا ‎
المزيد
حاصباني: لحكومة متراصة من مستقلين وخبراء
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية