#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بغضِّ النظرِ عنْ الأمرِ المستغرَّبِ في الزيارتينِ المنفصلتينِ إلى العراقِ ، وفي الوقتِ نفسهِ "للنجيبِ" وبعضِ وزرائهِ منْ جهةٍ ومستشاريهِ، فما الذي تنتجهُ هذهِ الجولةُ للبنانيينَ؟
وهلْ الدولُ تحتاجُ فيما بينها لإتفاقاتٍ حبِّيَةٍ ورضائيةٍ حتى تستقيمَ الامورُ على طريقةِ الدولِ الفاشلةِ التي لا قوانينَ فيها ولا دساتيرَ ولا حتى اعرافاً.
وهلْ يُمكنُ لاحدٍ أنْ يقولَ لنا تحديداً ماذا ذهبَ "النجيبُ" ليفعلَ في العراقِ سوى أكلِ المنِّ والسلوى، وماذا إستفادَ اللبنانيونَ؟
هذا ما اعتادَ عليهِ مُدَّعو المسؤوليةِ في لبنانَ "تفشيخٌ وتشفيطٌ وتفشيطٌ" وحركاتٌ إستعراضيةٌ لا تُطعمُ الناسَ الجياعَ خبزاً ..
سيعودُ منْ الزيارةِ إلى العراقِ محمَّلاً بالآمالِ وناثراً الوعودَ فيما الحقائقُ مختلفةٌ تماماً.
***
وها نحنُ منْ جديدٍ ندخلُ في اسبوعٍ لبنانيٍّ آخرَ يحملُ الكثيرَ منْ الإنتظاراتِ، ولعلَّ الأخطرَ هو ما يُهدِّدنا على صعيدِ جبهةِ الجنوبِ،
لا سيَّما بعدَ التطوُّراتِ الميدانيةِ الخطيرةِ في الايامِ الماضيةِ، وفي انتظارِ كلمةِ نتنياهو في الكونغرس والتي قد تنعكسُ على قرارِ الحربِ الشاملةِ ام لا ضدَّ لبنانَ.
***
فأينَ لبنانُ الرسميُّ الذي فوَّضهُ امينُ عامِ الحزبِ التفاوضَ حولَ الجنوبِ منْ كلِّ ما يجري؟
أوليسَ العجزُ هو سمَةُ هذهِ الطبقةِ الحاكمةِ رغماً عنْ ارادتنا، وبحكمِ الامرِ الواقعِ وبحكمِ إغتصابِ السلطةِ لا استمراريتها.
أنها "العفونةُ" التي تأكلُ هذا الجسمَ السياسيَّ الذي صارَ اسيرَ أفكارهِ ورهاناتهِ وحساباتهِ وصفقاتهِ ومحاصصاتهِ.
***
امَّا الناسُ فلا قيمةَ لهمْ عندهمْ،
ونحنُ منْ الناسِ،
الذينَ نرفضُ أنْ نستسلمَ، وأنْ نعطيَ لهذهِ الطبقةِ شرعيتها المزيَّفةَ،حتى ولو على اجسادنا او جثثنا؟