#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على مدى يومينِ إنشغلَ اللبنانيونَ بقنبلةِ صحيفةِ التلغراف البريطانيةِ حولَ مطارِ بيروتَ،
وسرعانَ ما تبخَّرَ الدخانُ ليبقى أثرُ التهويلِ الاسرائيليِّ جاثماً على قلوبِ اللبنانيينَ وافكارهمْ وهواجسهمْ بالُّرغمِ منْ سخافةِ المقالةِ وتضمنها معلوماتٍ غيرَ واقعيةٍ،
لكنَّ المقالةَ بحدِّ ذاتها كانتْ رسالةً مفخَّخةً استعملها الاسرائيليونَ في أكثرَ منْ اتجاهٍ..
ولعلَّ فائدتها الوحيدةَ كانتْ حثَّ وزراءِ الحكومةِ اللبنانيةِ "المعلَّقةِ" على زيارةِ مطارِ بيروتَ وإستعراضِ العضلاتِ مع بعضِ السفراءِ الاجانبِ في لبنانَ..
ولكنْ... هلْ امتصَّتْ جولةُ الوزراءِ والسُّفراءِ المخاوفَ منْ ضربةٍ تُحضَّرُ لمطارِ بيروت ..
مع الاسرائيليِّ لا شيءَ مضموناً، لكنَّ قرارَ التهدئةِ والفراملِ الاميركيةِ لا تزالُ شغالةً حتى الساعةَ بالرغمِ مما يطرحهُ البعضُ منْ أنَّ الحربَ هي مسألةُ توقيتٍ.
وفي الانتظارِ على اللبنانيينَ أنْ يستفيدوا منْ ايامِ الفرحِ والسياحةِ الموعودةِ في الاسابيعِ الاولى منْ الصيفِ، لعلَّ "نسماتَ" المغتربينَ منْ الدولارِ الفريش تُريحُ بعضاً منْ حاجاتِ الداخلِ المنتظرِ فرجاً في الامنِ والاقتصادِ والنقدِ والكهرباءِ والغازِ والضمانِ والعملِ والنازحينَ والمودعينَ وغيرَ ذلكَ الكثيرُ.
***
وإلى جانبِ متابعةِ اخبارِ امينِ سرِّ دولةِ الفاتيكان وتعثُّرِ جمعهِ القياداتَ المسيحيةَ في بكركي، سيلتهي اللبنانيونَ بتلقُّفِ اخبارِ الطلابِ في الامتحاناتِ الرسميةِ التي اصرَّ وزيرُ التربيةِ على إجرائها في إجواءٍ مشحونةٍ،
وغيرِ مريحةٍ، فأيُّ امتحاناتٍ تحتَ ضغطِ القصفِ، وأيُّ مستوى للشهاداتِ طالما أنَّ الوزيرَ اعترفَ بنفسهِ بتسهيلِ الامتحاناتِ لا سيما وأنَّ بعضَ الفصولِ لم تَكتملْ دراستها لدى الطلابِ،
ولماذا الاصرارُ على امتحاناتٍ وليسَ إفاداتٍ طالما أنَّ النتيجةَ هي نفسها، كونُ أغلبيةِ الطلابِ صاروا في حالةِ عجزٍ عنْ السفرِ للتعلُّمِ في الخارجِ:
إمَّا لاسبابِ تعذُّرِ الحصولِ على تأشيراتٍ خارجيةٍ،
او للعجزِ عنْ دفعِ الاقساطِ وتحويلها بالعملاتِ الصعبةِ مع تعثُّرِ المصارفِ وصعوبةِ تعاملها مع المصارفِ المراسلةِ..
هذا فصلٌ آخرُ منْ فصولِ الإنهيارِ التي سنكتشفُ نتائجها الكارثيةَ في المستقبلِ!