#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ ينقصُ البلادَ شحناتُ الاسلحةِ القادمةِ منْ تركيا لاسبابٍ مجهولةٍ، حتى يزدادَ القلقُ والخوفُ منْ إمكانِ تفلُّتِ الامورِ أكثرَ مِما هي فالتةٌ.
وبغضِّ النظرِ عنْ الاشخاصِ او الجهاتِ الذينَ يتمُّ إستيرادَ هذهِ الاسلحةِ لهمْ،
فثمَّةَ قطبةٌ مخفيَّةٌ حولَ كيفيةِ دخولِ هذهِ الاسلحةِ وعبورها نقاطَ التفتيشِ بحراً ، وحتى براً.
ويبدو أنَّ الجهاتَ التي سهلَّتْ إدخالها او التي تأتي لها هذهِ الاسلحةُ مدعومةٌ وقويَّةٌ لدرجةِ إستسهالِ الامرِ لأكثرِ منْ مرَّةٍ وعلى "عينك يا تاجر".
هكذا بدأتْ الحربُ الاهليةُ، اسلحةٌ فرديةٌ تُستوردُ وتُوزَّعُ لتكبرَ السلَّةُ مع إدخالِ البنادقِ فالعبواتِ فالصواريخِ .
هلْ هي اسلحةٌ فرديةٌ قادمةٌ للتجارةِ وللاستعمالاتِ الشخصيةِ؟
لا احدَ يعرفُ والتحقيقاتُ ستَكشفُ الامرَ،
ولكنْ ما يهمُّ هو فكرةُ الامنِ الذاتيِّ الذي تُشرِّعهُ بعضُ الاطرافِ لنفسها إنطلاقاً منْ معادلةِ أن لا وجودَ للدولةِ.
***
عظيمٌ، ماذا بعدُ منْ حالاتِ تفلُّتِ الدولةِ؟
لعلَّ الفصلَ الآخرَ والأكثرَ خطورةً هو وجودُ السلاحِ على نحوٍ كبيرٍ في بعضِ مخيماتِ النازحينَ وخيمهمْ،
لماذا عليهمْ أنْ يتسلَّحوا ومنْ سلَّمهمْ السلاحَ اساساً، ولأيَّةِ غايةٍ ومتى وكيفَ يستعملونهُ؟
وهلْ اساساً في مخيماتِ الاردن او تركيا وجودٌ للسلاحِ؟
***
يُقالُ "الرزق السايب يعلم الناس الحرام" والبلدُ السايبُ والمُشرَّعةُ حدودهُ للجميعِ يُعلِّمُ النازحينَ وغيرهمْ الحرامَ... فأينَ كانتْ الدولةُ حتى وقبلَ سقوطها لم تفتشْ منذُ الــ 2011 مناطقَ نزوحِ السوريينَ، والقاصي والداني يَعرفانِ أنَّ هناكَ وجوداً للاسلحةِ والممنوعاتِ في هذهِ المخيماتِ او هذهِ الخيَمِ.
نعم، تحتَ عنوانِ "العجزِ" او التَّغاضي.. غضَّينا الطرفَ عنْ هذهِ الارتكاباتِ، وها نحنُ ندفعُ اليومَ الاثمانَ باهظةً، فمنْ سيعودُ ولماذا؟
طالما أنَّ لديهِ في البلدِ المُضيفِ المسكنُ والطبابةُ والعملُ والبطاقةُ الامميةُ والسلاحُ!