#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الآنَ وقد انقضى اليومُ المحفوفُ بالمخاطرِ بعدَ موجةِ القلقِ الجَماعيةِ التي انتابتْ اللبنانيينَ نتيجةَ جريمةِ إغتيالِ القياديِّ القواتيِّ وبالرغمِ منْ الإدانةِ الجامعةِ لها،
يتبدى للمشاهدِ الناظرِ منْ بعيدٍ حجمُ الجروحِ في جسرِ الوطنِ الممزَّقِ وكميةِ الاحقادِ المتبادَّلةِ بينَ الناسِ والشكوكِ التي لا تبني وطناً...
وهذا بحدِّ ذاتهِ محزنٌ، لا بلْ مفجعٌ، ويؤشِّرُ إلى علاماتٍ لا تُبشِّرُ بالخيرِ مستقبلاً، لا سيما على صعيدِ العيشِ ضمنَ صيغةٍ واحدةٍ كالتي نختبرها اليومَ والتي للأسفِ أثبتتْ فشلها منْ كلِّ النواحي.
ويُلاحظُ المرءُ كيفَ بلحظةٍ تُنْبَشُ القبورُ وتُفتحُ سجلاتُ الماضي، ويُخوِّنُ الناسُ بعضهمْ البعضَ، ويدخلونَ في سجالاتِ الإتهاماتِ.
***
فكيفَ سيبني هؤلاءُ وطناً؟
ولماذا نستعجلُ انتخابَ رئيسٍ طالما أنَّ لا جمهوريةَ ولا وحدةً يُقسمُ منْ اجلها الرئيسُ القسمَ الدستوريَّ.
واساساً.. لأيَّةِ جمهوريةٍ ننتخبُ رئيساً؟
لجمهوريةِ النازحينَ واللاجئينَ والمهرِّبينَ والعصاباتِ ؟
لجمهوريةِ الحدودِ الفالتةِ على كلِّ انواعِ الممنوعاتِ والمُوبقاتِ والسرقاتِ والتشبيحِ؟
لجمهوريةِ السلاحِ المتفلِّتِ إينما كانَ، الشرعيِّ منهُ وغيرِ الشرعيِّ،
في الجمهورياتِ الصغيرةِ داخلَ الجمهوريةِ الكبيرةِ التي تحوَّلتْ مزرعةً تأوي العصاباتَ وتفتحُ ابوابها لكلِّ اعضاءِ مافيا الحكمِ والمنظومةِ الفاسدةِ.
***
ها نحنُ نعيشُ في الفوضى شبهِ المنظمةِ:
ومنْ قالَ أنَّ انتخابَ رئيسٍ سيُبدِّلُ شيئاً في المشهدِ؟ فلماذا العجلةُ؟
ولماذا لا نتركُ الامورَ "تهرُّ" بنفسها وتسقطُ وتتحلَّلُ أكثرَ طالما أننا اعتدنا على الإنهياراتِ...
منْ قالَ أنَّ الإنهيارَ الشاملَ لنْ ينقذنا،
ويأخذنا إلى نظامٍ جديدٍ ربما او صيغةٍ جديدةٍ أكثرَ إحتراماً لنا كناسٍ..
قد يكونُ الكلامُ جريئاً وخطيراً وربما إنقلابياً..
ولكنْ طالما نحنُ حقلُ تجاربَ، لماذا لا نُجرِّبُ هذا الخيارَ بعد؟
طالما أنَّ الطريقَ إلى الموتِ صارتْ اقربَ؟