#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بدتْ وتبدو اجتماعاتُ بكركي (المهمةُ رغمَ ثانويتها)، وكأنها اجتماعاتُ "بدل عن ضائع" لملفِّ الرئاسةِ العالقِ في مهبِّ الرياحِ الاقليميةِ والدوليةِ، كما التعقيداتِ الداخليةِ،
ويتسابقُ المجتمعونَ في بكركي للاجتماعِ على ثوابتَ بديهياتٍ فيما كانَ احدُ الافرقاءِ قبلَ سنتينِ او اكثرَ، في محورٍ آخرَ ومكانٍ آخرَ،
لكنَّ ضروراتِ "التكتكاتِ السياسيةِ" تجعلهُ اليومَ مُزايداً في السيادةِ ودولةِ القانونِ.
ومع احترامنا طبعاً لنيَّةِ غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الدعوةِ والرعايةِ،
لكنْ، ألنْ يتفرَّقَ المجتمعونَ كما تفرَّقوا بالامسِ وقبلهُ عندَ أيِّ "كوعٍ" داخليٍّ او طلبٍ اقليميٍّ او إشارةٍ دوليةٍ او "إصبعِ" استدعاءٍ؟
للأسفِ... ومع أحترامنا الشديدِ لِمنْ يمثلُ وما يمثلُ هؤلاءَ، لكنَّ التجاربَ في اجتماعاتٍ ومبادراتٍ ، تتحوَّلُ في مرحلةٍ لاحقةٍ إضاعةً للوقتِ، وصارتْ مملَّةً وغيرَ مسلِّيةً، وتَعِبَ الناسُ ببياناتٍ واوراقِ عملٍ وتوصياتٍ ولجانٍ مشتركةٍ ومتابعةٍ منذُ عشراتِ السنينَ،
فيما المطلوبُ واحدٌ وهو عودةُ الدولةِ للدولةِ،
وبعضُ الافرقاءِ الذينَ يجتمعونَ لصياغةِ اوراقٍ، ساهمَ قادتهمْ في نحرِ الدولةِ ومشروعها والتسبُّبِ في تسيِّيبها وتغطيةِ منْ شرَّعوا السلاحَ وهرَّبوهُ واستعملوهُ وقتلوا فيهِ وهددوا منْ خلالهِ وفرضوا قراراتٍ وقوانينَ.
***
اليومَ ندفعُ أكثرَ فأكثرَ أثمانَ قراراتِ تسيُّبِ الدولةِ وغيابِ قرارها المُوحَّدِ والوحيدِ والسيِّدِ والحرِّ .
وها نحنُ كلَّ لحظةٍ اليومَ نسألُ أنفسنا متى تقعُ الحربُ؟ وماذا لو تمَّ الردُّ منْ لبنان على الاعتداءاتِ الاسرائيليةِ، وآخرها ليلَ السبتِ على بعلبك؟
وماذا لو كانَ الردُّ بنوعيةٍ جديدةٍ وبجغرافيا اخرى؟
ألنْ تستمرَّ اسرائيلُ في قصفِ عمقِ المناطقِ اللبنانيةِ؟ وربما تشنُ حرباً كاملةً ومدمِّرةً؟
نعرفُ أنَّ اسرائيلَ هي العدوُّ،
ولكنْ إلى متى الارضُ اللبنانيةُ هي ارضُ توجيهِ وتبادلِ الرسائلِ ومساندةٍ ودعمٍ على حسابِ مستقبلِ البلادِ واستقرارِ اهلها وشعبها؟