#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على وقْعِ التفاوضِ الصَّعبِ لإعلانِ هدنةِ غزة الرمضانيةِ، تحرَّكَ المُوفدُ الاميركيُّ آموس هوكستين،
وأنتقلَ منْ لبنانَ فقبرصْ إلى اسرائيل، لنقلِ ما سمعهُ منْ لبنانَ بعدَ لقاءاتهِ التي شملتْ بدايةً رئيسَ مجلسِ النوابِ، فقائدَ الجيشِ فرئيسَ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ ووزيرَ الخارجيةِ،
واخيراً في المطارِ قبلَ سفرهِ نائبَ رئيسِ المجلسِ النيابيِّ الياس ابو صعب العائدِ منْ الاماراتِ.
سبقَ لآموس هوكستين أنْ أبلغَ منْ اتصلَ بهمْ منْ المسؤولينَ اللبنانيينَ أنهُ لنْ يأتيَ إلى لبنانَ إلاَّ إذا تحرَّكتْ بشكلٍ إيجابيٍّ مفاوضاتُ الهدنة في غزة،
وطالما أنَّ حزبَ اللهِ ربطَ تهدئةَ جبهةِ الجنوبِ بوقفِ النارِ في غزة، فهذا يعني أنَّ الاستقرارَ بحاجةٍ إلى ترتيباتٍ...
منْ هنا ثمَّةَ منْ يقولُ أنَّ آموس هوكستين جسَّ نبضَ "الحزبِ" منْ خلالِ موفدينَ ووسطاءَ حولَ إمكانيةِ عودةِ الوضعِ كما كانَ عليهِ في الجنوبِ قبلَ 7 تشرين الاول،
وأنهُ لقيَ قبولاً مبدئياً منْ جانبِ الحزبِ تمهيداً لإعلانٍ ما بترتيباتٍ شبيهةٍ بتفاهمِ نيسان، ولكنَّ ذلكَ يأتي في مرحلةٍ لاحقةٍ وبعيدةٍ.
هلْ هذا السيناريو متفائلٌ كثيراً؟
تقولُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ عربيةٌ أنَّ الجميعَ بحاجةٍ إلى مخرجٍ للنزولِ عن الشجرةِ ووقفِ الحربِ:
حماس كما اسرائيل كما الحزب،
ولكلِّ فريقٍ إعتباراتهُ،
ولكنْ، وحسبَ المصادرِ العربيةِ، قد يكونُ منْ المُبالَغِ فيهِ الحديثُ عنْ استعجالِ الحزبِ للقبولِ بترتيباتٍ معيَّنةٍ بعدَ سلسلةِ العملياتِ العسكريةِ الاسرائيليةِ التي خرقتْ قواعدَ الاشتباكِ، وبعدَ ما منيَ الحزبُ بخسائرَ في الارواحِ باهظةٍ جداً.
وأنهُ قد يكونُ منْ المبكرِ جداً قبلَ تبلورِ معالمِ تسويةٍ كبيرةٍ في المنطقةِ، تشاركُ فيها ايران، أنْ يقبلَ الحزبُ بتفاهماتٍ مكتوبةٍ وبنشرٍ للجيشِ اللبنانيِّ وبإنسحابٍ للاسلحةِ الظاهرةِ (باستثناءِ العناصرِ) إلى عشرةِ كيلومتراتٍ منْ الحدودِ).
***
منْ الواضحِ أنَّ آموس هوكستين أخذَ منْ الحزبِ (عبرَ الحكومةِ) إجاباتٍ ينقلها إلى اسرائيل التي تنتظرُ بدورها ما ستؤولُ إليهِ مفاوضاتُ القاهرة...
فهلْ تؤسِّسُ الهدنةُ إذا نجحتْ لاستقرارٍ طويلٍ أم سنكونُ في سباقٍ طوالَ شهرِ رمضان مع تحضيراتٍ للحربِ ضدَّ لبنان،
لا نعرفُ أينَ تبدأُ وكيفَ تنتهي؟