#الثائر
مقالة سفارة أوكرانيا في لبنان لمرور عامين على بداية العدوان الروسي على اوكرانيا.
الإبادة، القتل، التدمير، التعذيب، النهب، الاغتصاب - بالنسبة للقارئ الأجنبي ربما هي مجرد تعابير مزعجة، أما بالنسبة للمواطن الأوكراني فهي واقع يعيشه كل يوم. فكل هذه الكلمات حولها بوتين و"جيش التحرير" التابع له إلى تجارب يجريها على الشعب الأوكراني على مدى 731 يوما دمويا بحجج وأهية كاجتثاث النازية ونزع السلاح.
يصادف اليوم 24 شباط 2024، انقضاء عامين للغزو الروسي واسع النطاق على اوكرانيا، والتي تحولت إلى حرب من أجل بقاء الأمة الأوكرانية ووجود أوكرانيا كدولة على خريطة العالم، والتي يحاول بوتين القضاء عليها بشكل جنوني وبلا رحمة.
قبل 731 يومًا، توقع الغزاة الروس أن تسقط أوكرانيا في غضون أسبوع إلى أسبوعين، وكان من المفترض أن يتم الاستيلاء على كييف خلال 3-4 أيام. خيّل للعدو بانه سيعبر المدن الأوكرانية، و سيستقبله الأوكرانيون بامتنان لـ"تحريرهم" (اتضح لاحقًا أن هذا "التحريرً" كان عبارة عن تحرير للأوكرانيين من منازلهم وأقاربهم وحياتهم ...) . ونوقع ان الجيش الأوكراني سيرتعب من قعقعة دبابات موسكو وهدير طائرات الاحتلال. لكن الرياح بما لا تشتهي سفنه!
توحّد الشعب الأوكراني وعاد كياناً واحداً، صخرة لا تتحطم في طريق العدو، وأصبح الجيش الأوكراني درعاً حديدياً صلبا. لقد أخطأت روسيا بوتين في حساباتها لأنها لم تكن تعلم أن أوكرانيا مصنوعة من الفولاذ، وقد سقتها قرون من الكفاح من أجل استقلالها.
يعيش النظام الديكتاتوري الروسي في الماضي، ويعتقد زعيمه أنه من الممكن إعادة كتابة التاريخ وتغيير الحدود بناء على خرائط القرون الماضية المصطنعة، فيقتل ويحصد حياة الأجيال القادمة كل يوم.
اليوم، تصرخ أوكرانيا في وجه العالم، وهي واقفة على أرض مدنها المحترقة: "أيها العالم، استيقظ، اليوم يقتلوننا، وغدا سيأتي دوركم، ستطأ اقدام "المحرر" الروسي أرضكم.
يجب إيقاف روسيا هنا حالا، وليس استرضائها من خلال التخلي عن الأراضي الأوكرانية، ويجب عدم منحها الفرصة للراحة لاعادة التسلح. يجب معاقبتها على كل جريمة، على كل حياة أزهقت. ففي نهاية المطاف، يشكل الإفلات من العقاب دعوة لارتكاب جرائم جديدة وأعظم. إن الدولة المعتدية لا تفهم إلا لغة القوة، قوة السلاح. خلال عامين من الحرب، خسر جيش بوتين 400 ألف جندي، وفقد أسطول البحر الأسود ثلث سفنه، ويفقد طائرات باهظة الثمن كل يوم تقريبًا، واضطر قائد الكرملين إلى طلب المساعدة والبحث عن ثغرات لاستيراد التكنولوجيا، لأن مجمعه الصناعي العسكري يعيش في الماضي بقدر ما يعيش هو نفسه. يجب تقديم الاتحاد الروسي إلى العدالة باعتباره مجرمًا وإجباره على التكفير عن جرائمه بقوة القانون. وكما عاقَب العالم النازية، فلابد من معاقبة روسيا الحديثة بنفس الطريقة.
لطالما نهضت أوكرانيا من تحت الرماد وهذه المرة ايضا ستنهض وستعود إلى مدنها التي دمرها العدو وستبث الحياة فيها من جديد . فمهما كان الأمر صعبًا والحمل ثقيلاً، فإن الإيمان بالمستقبل في ظلال العلم الأصفر والأزرق يحدونا على الصمود ومواصلة النضال .
لن ينسى الشعب الأوكراني أبدًا صرخات الأطفال الذين فقدوا آباءهم، ودموع الأمهات ذوات الشعر الرمادي لموت أبنائهن وبناتهن، وتعذيب وقتل السجناء، وتدمير المدن، وقصف الكنائس والمدارس والمستشفيات...
سيرتد الحزن والألم إلى أولئك الذين جلبوا الموت والدمار إلى الأراضي الأوكرانية. روسيا مع بوتين أو بدونه سوف تحصد العاصفة، لأنها ستحصد ما زرعته.
أما أوكرانيا، فهي كانت قبل 1000 عام، وهي الآن موجودة وستبقى كذلك! ستقف بثبات على حدودها دائما. سيرفرف العلم الأوكراني على جميع أراضيها القانونية وستُسمع اللغة الأوكرانية في كل مكان، لأن أوكرانيا مصنوعة من الفولاذ!
Article published by the Embassy of the Ukraine in Lebanon