#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
شيئاً فشيئاً يقتربُ شبحُ العدوانِ الاسرائيليِّ على لبنانَ، وكأنَّ لا دولةَ ولا حدودَ ولا سماءَ ولا بحرَ.
وبوقاحةٍ لا يُمكنُ التكهُّنُ بمفاجأتها، تلجأ اسرائيل كلَّ يومٍ إلى إستفزازِ لبنان واللبنانيينَ في صميمهمْ وكراماتهمْ وارضهمْ وسمائهمْ.
وجاءتْ اخبارُ الغاراتِ المتلاحقةِ بشكلٍ سريعٍ على منطقةِ الغازية على تُخومِ صيدا،
وخارجَ مناطقِ قواعدِ الاشتباكِ والقرارِ 1701 وضدَّ اهدافٍ ليستْ لحماس كما كانتْ تفعلُ سابقاً (خارجَ مناطقِ قواعدِ الاشتباكِ)،
جاءتْ لتطرحَ السؤالَ الكبيرَ إلى متى يدومُ صبرُ حزبِ اللهِ؟
وهلْ للصبرِ حدودٌ؟
وهلْ يُمكنُ التكهُّنُ بنوعيةِ وتوقيتِ أيٍّ عمليةِ ردٍّ منْ الحزبِ ضدَّ اسرائيل، فهلْ نحنُ على قابِ قوسينٍ او أدنى منْ الحربِ المتبادلةِ بينَ اسرائيل ولبنان ما دامتْ اسرائيلُ تقولُ أنَّ لبنانَ الدولةَ صارَ مستهدفاً...
***
وبالتزامنِ مع الحديث عن أنفاقٍ لحزبِ اللهِ تصلُ إلى نهاريا جاءتْ العملياتُ الاسرائيليةُ لتؤشِّرُ اكثرَ فأكثرَ إلى إحتمالِ الحربِ مع رهانِ البعضِ على انتظارِ نتائجِ ما سيجري في رفح،
كما نتائجُ الضغوطِ الاميركيةِ التي لا يبدو أنها تنفعُ مع نتنياهو الذي يعرفُ أنهُ في كلِّ الحالاتِ سيخرجُ إلى المحاسبةِ والمساءلةِ بعدَ الحربِ.
***
في أيِّ حالٍ.. البلدُ متروكٌ ورئيس حكومته يعودُ منْ السفرِ،
وكأنهُ رئيسُ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ لبلدٍ كسويسرا او السويد ويُحضِّرُ جداولَ اعمالٍ لجلساتِ مجلسِ وزراءِ بعيدةٍ كلَّ البعدِ عنْ همومِ الناسِ وعنْ مخاوفها...
بلادٌ تبدو بلا سقفٍ وفي العراءِ، واساساتُها مهتزةٌ تماماً كاحوالِ الأبنيةِ التي تتساقطُ يوماً بعدَ يومٍ وتأخذُ معها الضحايا وتشرِّدُ العائلاتَ..
انتظارٌ وقلقٌ في بلادٍ كأنها تنازعُ،
ينعشها منْ وقتٍ لآخرَ حركةُ بعضِ المغتربين والسياحِ الذينَ يقصدونَ مساحاتِ التزلجِ والتي صارتْ بدورها للمقتدرين!